اين ذهبت الاسماك؟
by ebtehal mressat
Artwork: ابتهال مريسات
Copyright © 2019
في احدى ايام الصيف الجميلة كان ابو احمد يجلس في حديقة منزله مع عائلته يلهون ويستمتعون بالاطعمة اللذيذة، ويتحدثون عن ذكرياته السعيدة.
2

وخلال حديثهم الممتع اخبر ابو احمد عائلته عن مغامراته الكثيرة، وعن اجمل الاماكن التي زارها واروعها.
فسأله ابنه الصغير علي: اي من الاماكن التي زرتها احببتها يا ابي؟
4
فاجابه ابو احمد: جميع الاماكن التي زرتها كانت جميلة واحببتها، ولكن اجملها كانت بحيرة تحيطها الاشجار الكبيرة، والزهور الجميلة الملونة، وبداخلها كان هناك اسماك كثيرة ذات الوان رائعة ومختلفة، كنت اجلس بجانب البحيرة أُطعمها واستمتع برؤيتها تسبح وتقفز.
5

علي: حقًا يا ابي؟ هل هي جميلة جدًا؟
ابو احمد: أجل يا بُني، ما رأيك ان اصطحبك اليها لترى جمالها بنفسك؟
قفز علي فرحًا، سعيدًا بما سمع من والده، وبدأت العائلة بالتخطيط للرحلة التي وعد بها ابو احمد الى تلك البحيرة الجميلة.
7
وجاء اليوم المنتظر، استيقطت العائلة منذ الصباح وجهزت كل ما يلزم من اجل الرحلة، وكان الجميع سعيد ومسرور ومتشوق لرؤية البحيرة التي تحدث عنها ابو احمد.
وبعد الانتهاء من التجهيزات والتحضيرات خرجت العائلة بالسيارة الى البحيرة بكل حماس وشوق، وبعد مدة من الزمن وصلوا اخيرًا الى المنطقة المنشودة، ولكن الجميع أُصيب بصدمة شديدة، فقد شاهدوا منظرًا لم يكن بالحسبان!
8
لم تكن تلك المنطقة كما وصفها ابو احمد، فالنفايات كانت في كل مكان، ورائحة المجاري كريهة لا تُطاق.
اقترب علي ووالده من البحيرة ونظروا داخلها، لم يكن فيها اي من الاسماك الجميلة التي تحدث عنها الاب في ذاك المساء، بل ايضًا لم يكن اي كائن حي على الاطلاق.
فنظر علي الى والده، وسأله: ولكن يا والدي اين ذهبت الاسماك؟
فنظر الاب الى ابنه بأسفٍ شديد، وهز برأسه دون ان ينطق بحرف، فهو لا يعرف بما يُجيب ابنه الذي قد خاب امله ورأى ما لم يكن بالحسبان!
9
Published: Mar 16, 2019
Latest Revision: Mar 16, 2019
Ourboox Unique Identifier: OB-592477
Copyright © 2019