الاحترام وتقبل الاخر
ما هي المكاسب التي يمكن أن تتحقق من خلال تقبل الآخر؟
عن طريق التواصل تتكون المعرفة ويزداد تبادل الخبرات وتغنى التجارب لدى الأفراد، وتزول الأفكار السلبية التي ترتبط بذهن الإنسان عن غيرة دون معرفته، ولكن إذا عرفت الآخر فإنك ستأخذ منه وسيأخذ منك فالعملية متبادلة والعلاقة ستكون علاقة تكافؤ فالمعادلة أنت وهو، وهو وأنت.
وهنا تكمن الإجابة في كيف يمكن أن أكون متحيزا لما لدي وأتقبل الأخر بل وأؤثر فيه ويؤثر في أيضا، فلكل فرد الحق في التحيز لما لديه، ولكن هذا لا يمنع من احترام ما لدى الآخرين وفهمه ورؤيته للأمور من منظور الآخر وتجربته، وبهذا يزداد الإحساس والشعور والتعاطف مع الغير، وهذا يعني جانب القوة في الذات، فالآخر لا يهددني، بل يكملني لأن ثقتي بما لدي كبيرة والأخر المجهول أصبح معلوماً بفضل معرفته والتقرب منه وفهمه، فالتاريخ يبين لنا أن الحضارة الإنسانية بنيت وقامت نتيجة تقبل الأفراد لبعضهم ونتيجة توجيه العقل البشري من خلال التقارب لما فيه خير لمصلحة الإنسان بعيدا عن التعصب الأعمى وتأجيج الصراعات وإلغاء الآخر الذي لا يمكن إلغاءه لأنه موجود. وبهذا يشعر الفرد بالرضا والتسامح والمحبة، ويبتعد عن الحقد والكرة وتزداد فرص النجاح وبالتالي تتحسن صحته النفسية.
اعتقد أن هناك العديد من المفاتيح التي يمكن أن توصلنا إلى تقبل الأخر ومنها أن نتربى على التسامح والمحبة واحترام الحرية الشخصية والخصوصية للفرد، وحرية الفكر والتعبير، وبهذا نكون مسئولين، فالمسئولية تتطلب من الفرد أن يحترم الآخرين ويتقبلهم.
وأخيراً ولأن الشباب هم اللبنة الأساسية لبناء المجتمع فلا بد أن تكون هذه اللبنة مطعمة بالتعددية والتنوع كي تكون متينة وقوية وداعم لهذا البناء.
نهار جميل
قفز الجندب ووقف على رابية صغيرة من العشب ، أدار ظهره الأخضر نحو الشمس، رفرف بجناحيه وبدأ يزقزق”ما أجمل هذا النهار”.
“نهار يثير الاشمئزاز والغضب!!!” أجابت الدودة بصوت خافت، وطمرت جسدها في التراب الجاف.
ماذا تقولين؟!!” قال الجندب باستغراب: “لا غيوم في السماء والشمس ترسل أشعتها الجميلة والدافئة كل من تسألينه سيقول لك أنه نهار جميل” .
“لا ليس صحيحـًا قالت الدودة، “المطر وحفر المياه الموحلة والدافئة هي الأساس في النهار الجميل”.
لكن الجندب لم يوافقها الرأي.
تعالي نسأل غيرنا هو سيحكم بيننا ويقول أيَّـنا أصدق ! . بينما هما يتحدثان وإذا بنملة تحمل إبرة صنوبر على ظهرها، توقفت لبعض من الوقت لتستريح ولتأخذ أنفاسها، اقتربا منها وسألاها بصوت واحد: “قولي لنا من فضلك، هل جميل هذا النهار – أو أنه يثير الاشمئزاز والغضب؟”
مسحت النملة قطرات العرق عن جبينها وقالت:
“أستطيع الإجابة عن هذا السؤال فقط عند غروب الشمس”.
استهجن الجندب والدودة إجابتها، نظر كل منهما بالآخر وقالا للنملة:
“حسنـًا ننتظر”.
بعد غروب الشمس جاء الاثنان إلى بيت النملة:
“والآن أيتها النملة المحترمة، هل فكرت مليــًا وعرفت الإجابة على سؤالنا ؟”
أشارت النملة الى القنوات العميقة، المحفورة في بيتها وقالت:
“اليوم كان جميلاً حقـًا : قمت بعمل جيد، وأستطيع الآن أن أستريح”.


Published: Dec 27, 2019
Latest Revision: Dec 27, 2019
Ourboox Unique Identifier: OB-705453
Copyright © 2019