يحكى بأن فتاة كانت في السادسة عشر من العمر كانت تعيش بعيدا عن موطنها الاصلي وعن اجدادها وكان حلمها الاول ان تعود لترى اجدادها واقربائها التي تراسلهم منذ فترة وهي لا تدري ولا تعرف سوى القليل عنهم, ولم ترى ملامحهم قط.
كانت الفتاة قد شاركت والديها عن حلمها في سن الثالثة عشر, ومنذ ذلك الوقت لم تعر الامر اهتماما مرة اخرى بل تعرفت على اصدقاء واصبحوا بمثابت عائلتها, لكن ليس بالجديد ان تعلم ان الاهل يعيروا كل الاهتمام لاحلام وطموحات ابنائهم وبناتهم.

لذلك في عيدها السادس عشر اي بعد ثلاثة سنوات من حلمها الذي اصبح من المستحيلات لها, قام اهلها بالتحضير للسفر والعودة الى الموطن. ظن الوالدين انها ستكون افضل هدية سوف تحظى بها فتاتهم, لكن عندما علمت بالامر تفاجئة وذهبت ركضا للاختباء بغرفتها, قامت الفتاة بمراسلت اعز صديقة لها والتي تعلم اصغر واكبر اسرارها, الاكثر الاهمية والاقل ايضا. راسلتها واذ بصديقتها تجاريها بالحديث وتقول لها بكل ثقة: ” ان كان هذا ما تريدين فاذهبي ولا تدعي شيئا يقف امامك !! “

اجابتها وهي مستفسرة: “وهل انت متأكدة فانا لا اريد ان اخسر صداقة اغلى من الذهب لانني منذ ولادتي لم اعرف معنى الصداقة حتى تعرفت عليك وانا لا اريد ان اخسرك ابدا. ” “اذهبي يا صديقتي فهذا حلمك ونحن جميعنا نشهد على هذه الصداقة التي لن يهدمها اي انسانا على هذه الارض. ” …
قامت الفتاة بالتحضير للذهاب وهي تفكر بكل كلمة قالتها صديقتها لها. وكانت مدة السفر ما يقارب ثلاثة ساعات وكانت ستبقى هناك لسنة, عند وصولها ولمدة سنة كانت تراسل صديقتها لمدة سنة اي انها قامت بكتابة ثلاث مئة وخمسة وستون رسالة, لكن بلى رد مقابل من صديقتها, شعرت بأن سيفا يدخل قلبها من شدة الحزن والالم وانها قد تموت بدلا من ان لا تسمع او تتراسل مع صديقتها التي دعتها ان تكون اختا لها.
لكنها عندما عادت من الموطن الى البلاد الاخرى, اول شيئ قامت به هو انها ركبت في اول سيارة اجرى رأتها واعطت للسائق عنوان بيت صديقتها وكانت تحمل الرسائل فعندما وصلت قرعت الباب ما يقارب العشر مرات لكن بلا جواب عادها الاحساس بالسيف يدخل قلبها مرة اخرى, لكن بلا تردد وضعت الرسائل ارضا وعادت ركضا الى بيتها, ذهبت ركضا الى غرفتها تتمنى ان تكون صديقتها الان تقرأ الرسائل واذ هذا يحدث فمنذ ان رأت صديقتها الرسائل عند الباب قامت بقرأت جميع الرسائل خلال سنة كل يوم في يومه, حتى كتبت لها اول رسالة وهي كالتالي:
” اشتقت اليك!! ” ما ان قرأتها الفتاة حتى اطمأنت وقالت في ذاتها: ” وأخيرا تلقيت الثمر منذ ان كتبت الرسائل الثلاث مئة وخمسة وستون رسالة…” .
وهذه هي حكاية “ الثمر لثلاث مئة وخمسة وستون رسالة ” لفتاة دخل قلبها سيف الحزن والالم, ولكن بعبارة محبة من صديقتها تم كسر هذا السيف الذي في القلب ليحل مكانه الاطمئنانية.
Published: Apr 28, 2020
Latest Revision: Apr 28, 2020
Ourboox Unique Identifier: OB-796558
Copyright © 2020