حزن اب by butaina - Illustrated by اعداد بثينة شحادة  - Ourboox.com
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

حزن اب

by

Artwork: اعداد بثينة شحادة

  • Joined Oct 2020
  • Published Books 2
الكاتب: محمود تيمور هو عميد الفن القصصي في البلاد العربية , انتخب عضوا في مجمع اللغة العربية بمصر , من أشهر قصصه : مكتوب على الجبين , بنت الشيطان , كليوباترا في خان الخليلي , حواء الجديدة , قال ال
حزن اب — لمحمود تيمور


كانت لنا ضيعة , وكنت دائم التردد عليها لمراقبة أعمالها الزراعية وكنت أعرف رجلا يدعى الشيخ عساف صناعته نساج , كثيرا مازرته فى داره لاشاهده وقت العمل وهو يشتغل أمام نوله المتواضع , وكان يرحب بي ويقدم لي فى كل مرة أزوره فيها فنجانا من قهوته الريفية , والرجل وسيم الطلعة , وقور حلو الحديث , له لحية مقصوصة يخطلط بياض شعره بسواده , ماتت زوجته منذ أعوام وخلفت له ابنا وحيدا , وهو كل عائلته , عكف على تربيته وتعليمه صناعة النسيج حتى برع فيها , وأصبح ساعده الأيمن .
وكان شابا جميل التكوين , قوي البنية , تلمع عيناه ذكاء ونشاطا , ويحبه أبوه حبا عظيما , ويكثر من التحدث عنه في المجالس , معددا فضائله بفخر وإعجاب .ذهبت مرة الى الضيعة كعادتي فبوغت بخبر فضيع كان له اسوأ وقع فى قلبي , علمت أن الابن مات قتيلا تحت عجلات القطار….. ! وقصدت من فوري الشيخ عساف في داره لاعزيه في نكبته , فاكرم وفادتى , وقدم لي كالمعتاد فنجانا من قهوته الريفية ولكنه كان يعمل كالألة الميكانيكية بلا روح , ولاحظت عليه شحوبا وامتقاعا في اللون, وكنت أحس وهو يتكلم كأنه يفتش عن الموضوعات في حيرة , ذلك الذى كان لا يعوزه طلاقة ولا بيان , وكانت تعتريه نوبات صمت ووجوم , وقد عزيته بكلمة صغيرة اجتهدت أن أضمنها حقيقة شعوري نحوه .فأجابني برد ساذج عادي  

 ولما انتهت زيارتي هززت يده طويلا في صمت هزة العطف والاخلاص ,ومرت الأيام , وتكررت زيارتي للضيعة , وكنت دائما أسأل عن الشيخ عساف , فيخبرونني أنه قليل الخروج من منزله , فاذهب اليه بدافع خفي , وأقضي معه بعض الوقت , وكان الرجل يتهدم يوما عن يوم , فازداد وجهه شحوبا وتجهما وقل حديثه وأصبح جافا مقتضبا .ورأيت منسجه غارقا في صمته ووحدته وانقباضه , ومنزله خرابا , لايتنفس عن الحياة , يخيم عليه الاهمال والصمت , وهو أشبه بقبر مهدم قديم غير صالح حتى ولا للاموات.
وجاء مرة , وبعد تناول القهوة رفع رأسه وسالني قائلا : ألا تستطيع أن تخبرني ياسيدى بما يحس به الشخص الذي يموت قتيلا تحت عجلات القطار , وما مبلغ ألمه ؟
فبغت , وحاولت عبثا إخفاء ارتباكي . ولكن قلت له: أظن أنه لا يحس بشىء. أنها ميتة سريعة! فجهر بصوته وقال في تاكيد: إنه يتالم أشد الالآم….! واحتقن وجهه وغارت تجاعيده اكثر من الاول , وأحمرة عيناه المربدتان , ونفرت عروق رقبته , واختل تنفسه فاحترمت ألمه ولم أجب , وظل هكذا في صمته ثم هدا تدرجيا , وعاد الى خموله الاول .ومرت الأيام أيضا وتكررت زياراتي للضيعة والشيخ عساف ينحدر من سيىء الى السوأ حتى صار كالهيكل، وكان إذا سار قليلا ظهرت عليه بوادر الاعياء. وكان دائما مستغرقا في صمته. ومكثت مرة في الضيعة أسبوعا رأيت في خلاله الشيخ عساف مرة واحدة. جاءني عشية سفري، وكنت في الحديقة بمفردي تاركا نفسي تسبح في خمولها بعد يوم كله كد وتعب، وكان السكون الفظيع يخيم على المكان. حياني الشيخ وجلس أمامي وهو ينهج من المسير، وبعد أن استراح قليلا بادرني بقوله: قصدتك في حاجة …. فهل انت قاضيها لي …؟ 
فقلت وقد تحققت أن الرجل في ضيق مالي : طلبك مجاب يا شيخ عساف . كم تطلب؟ فنظر الي مستغربا وقال: لا أطلب نقودا ياسيدي. ـ اذن ماذا؟ اتسمح لي بمرافقتك غدا؟ 
فنظرت إليه في دهشة ولم أجب , وابتسم ابتسامة خفيفة وقال : أريد أن أرى الدنيا … أو أتفسح قليلا … ان أتفرج على خلق الله وعلى المدينة الكبيرة التي لم أرها الا مرة في حياتي … هل في طلبي هذا ما يثير العجب؟ وكان يتكلم بلهجة متزنة رقيقة، وقد بدأ وجهه يشرق اشراقه القديم، وأمسك يدي وجعل يلاطفها في الحاح وهو يقول : الا تجيبني الى طلبي ….؟ 
فقلت وأنا مازلت متحيرا : أجيبك اليه إذا كان هذا يسرك … فلمعت عيناه وقال : يسرني جدا.
ولم يطل مكوثه معي إذ حل عليه الوخم سريعا فاعفيته من جلسته وقام وهو يشكرني , ويكرر لي عزمه على مرافقتي .وفي صباح الغد أعدوا لنا العربة ذات البغلين المهدمتين وأعتلى مقعد القيادة رجل فلاح بلبدة وجلباب , وكان في يمينه عصا طويلة لينة يستعملها { كرباج } وصعدت الى العربة أنا وناظر الزراعة وانتظرنا مجىء الشيخ عساف .
ولما طال بنا الانتظار قال لي الناظر : أن الرجل لن يأتي على ما اظن , وأخشى أن يفوتنا القطار … فأجبته قائلا : وهذا رأيي .وما كادت العربة تتحرك حتى سمعنا صوتا متقطع الأنفاس ينادينا , فالتفت فاذا بـــالشيخ عساف يجري صوبنا ـ حسبما تساعده قوته ـ وهو يشير علينا بأن نتوقف .
فأمرت الحوذى بأن يقف وجاء الشيخ عساف , وصعد الى العربة وتهالك على المقعد فى حالة تشبه الاغماء وهو يتمتم قائلا : لقد كادت تفوتني هذه الفرصة ….
وسرنا وبدأ الشيخ يستعيد قوته , وبذل ما فى وسعه ليسامرنا ولكنه أخفق , إذ كانت موضوعاته مشوشة مبتورة , ولهجته مضطربة مختلة , وكان ينسى نفسه فيستغرق في وجوم عجيب وتصيبه الرعدة في بعض الأحيان كأنه مقرور أو محموم .اخيرا وصلنا ونزلنا من العربة , واتجهنا صوب المحطة , وجلسنا ننتظر القطار , ولاحظت عليه شيئا من امتقاع اللون , وكانت شفتاه ترتعشان من وقت لآخر . وأخرجت ساعتي وقلت: لم يبق على وصول القطار إلا خمس دقائق … فرفع الشيخ عساف رأسه وقال وهو يستعد للقيام: هلم 
وقمنا الى الرصيف. وبعد قليل سمعنا هدير القطار ثم رأيناه يهجم على المحطة هجوم الغازى المنتصر. وبينما كنت مهتما مع الناظر والحمال باعداد الحقائب سمعت صياحا عاليا تبعته جلبة وهرج ثم شاهدت ازدحاما على جهة الرصيف، وطرق سمعي هذه الجملة: لقد تهشم وتقطع إربا …. وهرعت الى صوب الزحام واستطعت أن أرى تحت عجلات القطار بقعا من الدم وبقايا ملابس ولحم آدمي مفروم، والتفت اتفقد الشيخ عسافا فلم اعثر له على أثر.

 

3
:اكتشاف معطيات النص
المقصود بالراوية هو الذي يروي الحديث أو الشعر و التاء للمبالغة
جرت أحداث القصة في الضيعة
مواصفات الشيخ : شاحب اللون , تعتريه نوبات صمت و وجوم
نعم , تواصلت الزيارات بين الراوية و الشيخ
مظاهر الفقر : خراب يخيم عليه الإهمال شبيه بقبر مهدم
طلب الشيخ من الراوية الذهاب معه إلى المدينة
نهاية القصة كانت بإلقاء الشيخ نفسه تحت عجلات القطار
:مناقشة معطيات النص
 :شخصيات القصة الرئيسية
الشيخ عساف و يرمي الكاتب من خلال هذه الشخصية إلى تصوير حرص الآباء على أبنائهم و استعدادهم للتضحية في سبيلهم
الابن و نلحظ أنه شخصية جاهزة انتهت مثلما بدأت غير أن موته كان محركا أساسيا للأحداث و قد رمى الكاتب من خلاله إلى ضرورة بر الأبناء إلى آبائهم
أما الراوية فيصور طبيعة العلاقة التي يجب أن تربط بين الأصدقاء و التي تقوم أساسا على الوفاء و الوقوف إلى جانب الصديق أوقات الشدة
:شخصيات القصة الثانوية
الفلاح , ناظر الزراعة
تداخلت الأنماط فهناك السرد و الوصف و الحوار غير أن النمط السائد هو السرد و هذا لغلبة الزمن الماضي , تسلسل الأحداث و تواترها , توافر عناصر الزمان و المكان و الشخصيات , التصوير المتتابع للأحداث
شكل الكاتب عقدة هذا النص بموت ابن الشيخ
القصة مأساة و الحل مأساوي
:استثمار معطيات النص
الألفاظ الدالة على الفقر : نكبة , خراب , إهمال , ألم
الوسيم : حسن الوجه و جميل
وفادتي : ضيافتي و تستعمل عادة وفادة لضيافة أصحاب الشأن كالملوك و الأمراء
:اقتراح نهاية مغايرة للقصة 
قلت : لم يبق على وصول القطار إلا خمس دقائق و سمعنا بعدها هدير القطار و لم أجد الشيخ عساف , ثم شاهدت ازدحاما حول القطار يرافقه صياح و استطعت أن أعلم بأن شخصا مات تحت عجلات القطار ظننته الشيخ عساف . ثم أحسست أن يدا على كتفي و صوتا يقول : ماذا حدث ؟ ماذا يجري هنا يا سيدي ؟ و إذا به الشيخ عساف , قد ذهب لإحضار مشروب و عاد و قلت له : أين كنت يا شيخ عساف ؟ فقال : هل كنت تظنني أنا القتيل يا سيدي ؟ ! لا تقلق يا سيدي فقد قررت الذهاب إلى المدينة و محاولة رمي الذكريات الحزينة وراء ظهري

     

4

 

حدد المكان والزمان في القصة؟

________________________________

 

ما الحدث الذي أحدث تأزيمًا في سير الأحداث؟

________________________________

 

وازن بين شخصيّة الأب قبل موت ابنه وبعد موت ابنه؟

____________________________________________

 

 قارن بين أوصاف الأب الداخلية قبل موت ابنه وبعد موت ابنه؟

______________________________________

5

اشر إلى العبارات التي تُبيِّن عزم الأب على الانتحار؟

_____________________________________________

 

هل ترى الأب في سلوكه بعد موت ابنه يُعارض مشيئة الله؟

_____________________________________________

 

6

8
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

Ad Remove Ads [X]
Skip to content