أوراق الخريف من كتاب همس الجفون

 ميخائيل نعيمة

كتب الكاتب والشاعر ميخائيل نعيمة هذه القصيدة في بلاد الغربة بعيدا عن أرض الوطن عام 1921.

تلخيص القصيدة

أوراق الخريف – ميخائيل نعيمة

أوراق الخريف هي رمز للإنسان في نهاية عمره، والأوراق في حياتها ومماتها كالإنسان فيهما ، فالأوراق في الأصل من التراب تنبت صغيرة يانعةً خضراءَ ,وتمرُّ في مراحل نموٍّ مختلفةٍ إلى أن تصل في النهاية إلى مرحلة الموت فتودّع الأشجار وتعود إلى التراب حيث بدأت ,وحيث تنتمي ، كذلك هو الإنسان يولد صغيرًا ,ويمرّ في مراحلَ نموٍّ مختلفةٍ ليودّع الحياة لحظة الموت ويعود إلى التراب حيث ينتمي…

يؤكّد لنا الشاعر أنّ بعد هذه الحياة التي نعيشها حياة أخرى ,فيها فرصة لاسترداد كلّ الأمور الثمينة التي ضاعت في الحياة الأولى .

ونرى إيمان الشاعر بالقضاء والقدر من خلال تأكيده أنّ على الإنسان ان يتقبّل الحياة وما تأتينا به من هموم ومسرّات، فيطلب من الناس أن تتقبل حكم القدر وعدم الاعتراض عليه.  

لا ينبغي بالانسان أن يلوم أو يعاتب.

عليه أن لا يستسلم ,بل يتابع حياته حتّى تصل نهايتها ,ثمّ ينتقل إلى الحياة الأبديّة الجديدة.

نلاحظ في القصيدة تكرار الشاعر للحقيقة بأنّ ما كان لن يعود.

الإنسان والأوراق يبدآن حياتهما من التراب وينهياتها بالعودة إليه

الإنسان  يبدأ حياته طفلًا صغيرًا يحبو على الأرض ثمّ يبدأ بالمشي والنمو ّ أي الابتعاد عن الأرض ,ولكنّه في مرحلة الشيخوخة يبدأ بالانحناء والتقرّب مرّة أخرى من الأرض وفي النهاية يدفن ويذوب فيها.

الورقة في بداية حياتها تكون ذات لون أخضر يانع، أمّا في نهاية حياتها فلونها يبدأ بالتحوّل إلى اللون الأصفر ثمّ البنيّ ,أي أنّها تتقرّب من التراب من حيث اللون، كما أنّها تبدأ بالتجعّد والالتفاف نحو الأسفل وهي بذلك أيضًا تقترب من الأرض (التراب)، حتّى تسقط وتتحلّل وتذوب في التراب.

رأي بالقصيدة 

اعجبتني القصيدة كثيرا  وأحببت الاسلوب الذي استخدمه الشاعر والكاتب ميخائيل نعيمة خصوصاً أسلوب التأنيس ومحادثته مباشرة للأوراق، خصوصا عندما قال لها “تعانقي” و “عانقي” ، لا تلومي ولا تعاتبي… الاسلوب والتوجه المباشر للورق أثر كثير وأدى الى أن أنظر للورق بنظرة جديدة لها اهميه ووزن…. فأحيانا نحن نجمع الاوراق المتساقطة عن الارض ونرميها ولكن اليوم اصبحت انظر اليها ككائن حي وصلت حياتها …الى الاخره علينا احترامها وتقديرها لما اعطته لنا من ظِل ونسيم هواء

الفنانة القديرة فيروز  غنت هذه القصيدة في منتصف القرن العشرين

شكرا على الاصغاء

ريان بولس