ذكريات دافئة جدًا

كانت الدار تتسع لها على كبر قلبها, نجتمع حولها نحن الثمانية..تجلس على كنبة دافئة وقربها مدفأة حطبية تلتهم قطع الحطب بنهم . كانت قطع الحطب التي تنتظر دورها قرب المدفأة, تصغي الى جدتي الدافئة.

كانت هذه الليالي تؤنسنا جدا خاصة في ليالي الشتاء الباردة , وعندما تشتد العواصف, ويشتد انهمار المطر في الخارج, وينقطع التيار الكهربائي, تشعل جدتي قنديلها الكازي وتدعونا الى اجتماع دافئ قرب المدفأة , بعد أن تضع حبات الكستناء على سطح المدفأة, تسند ظهرها إلى مسند ونستند نحن جميعنا عليها, وتبدأ في سرد حكايات تطول وتطول, ودائما ينتصر فيها المظلوم على الظالم والحق على الباطل , وتختمها حكمة من وحي ما حكت. ولعل حكمتها الشهيرة التي تقول: “إذا رفعت صوتك هذا لا يعني أنك على حق , فالحق صوته أعلى من كل الأصوات”. هذه الحكمة ما زالت هي الميزان الذي أضع عليه العديد من المواقف التي تواجهني يوما بعد يوم فيحكم بعدله الصادق والهادئ .

قطع الحطب تفرقع في قلب النار, تنضج حبات الكستناء..توزعها علينا الجدة حبة حبة..وتأخذ

هي نصيبها منها..نلتف حولها واحدا واحدا..يغالبنا النعاس ولا نقدر أن تنرك أنس جلساتها الممتعة, فتدعي هي النعاس..وتغلق ذاكرة حكاياتها الدافئة وتخفض ضوء المصباح ونمضي إلى سريرها بعد أن يمضي كل واحد منا.

اليوم لم يعد الشتاء ممتعا, وصارت لياليه متعبة جدا, مملة, كسولة وأمطارها قليلة وثلوجه ضعيفة تذوب مع أول نسمة هواء ولفخة حرارة.

جدتي صارت في عالم آخر وتركت لنا في زوايا غرفتها دفتر حكاياتها الذي تعلوه حكمة شهيرة “صوت الحق أعلى من كل الأصوات”

طلابي الأعزاء:

وضعت بين أيديكم مهمة تتعلق بنص “ذكريات دافئة جدا”

انتقل إلى الصفحة التالية وانقر على الرابط وأجب عن جميع الأسئلة

عملا ممتعا أتمناه لكم أعزائي

معلمتكم: نجاة حجيرات