أرض الحكايات

،قبل الغروب انطلق أمير إلى برج الحمام و أمسك العلم  وأخذ يلوح  به فى الهواء حتى يجتمع الحمام ويعود إلى مكان المبيت

 ،حلق الحمام فى جماعات وأخذ يطوف فوق البرج ذهابًا وإيابًا ..وأمير يلوح بالعلم عالياً وأخذ يصدر صفيره المميز حتى يدخل الحمام إلى برجه

وقف أمير يعد الحمام ثم وضع له الماء فى الأوانى كما زاد الطعام فى الأطباق. وأحكم إغلاق الباب..وعلق العلم أعلى البرج. ونزل الدرج مسرعاً

جلس أمير مشغول البال..و أخذ يفكر وقال لأمه: ترى أين يذهب الحمام طوال اليوم..ثم يعود إلى برجه ليلا؟؟ ضحكت الأم وقالت: يطير فى السماء, يحلق بين الحقول, يجمع  الطعام وينعم بطعم الحرية

قال أمير لنفسه: لابد وأن الحمام يذهب إلى أرض الحكايات التى تحدثنى أمى عنها كل ليلة, نعم! هناك الأمير الصغير يهزم الأشرار, والحمام يهزم الغراب سارق البيض والأفراخ

وفى اليوم التالى, بعد أن طار الحمام , جمع أمير الكثير من الخيوط وقال: فى المساء اذهب مع الحمام إلى أرض الحكاياتوفى المساء وقف أمير ملوحًا بالعلم فى يده حتى دخل الحمام إلى مبيته..هنا ربط أمير الخيوط فى أرجل الحمام ثم قال: هيا انطلق بى إلى أرض الحكايات حيث ينتصر الحق

طار الحمام حاملاً أمير الذى كان يمسك بالخيوط بشدة, وحلق أمير مع الحمام فى الهواء وأخذ ينظر إلى قريته من الأعلى ليجد المصابيح التى تنير الطرقات, والمنازل مزينة بالقناديل,تماماً كأرض الحكايات فى أحلام أمير

تعجب أمير وقال: قريتى هى أرض الحكايات؟؟ لا أصدق ما أراه..هز أمير الخيوط التى تعلق بها وقال للحمام عد بنا إلى بيتنا. فلن أجد مكانا أفضل منه. عاد أمير إلى بيته بعد أن أغلق برج الحمام

نزل أمير على الدرج مسرعاً وقال: لقد عرفت أن أرض الحكايات هى قريتنا حيث المصابيح فى الليل تشبه قناديل السماء, حيث الحب ينشر جناحيه فوق البيوت المتجاورة. هل تعلمين ياأمى ..كنت أحلم يوماً أن أطير إلى أرض الحكايات..أما الآن فأتمنى أن أكبر هنا مع هديل الحمام يعود كل مساء فأجلس إليه يحكى لى عن أرض الحكايا التى لم أراها بعد..يمكن أن أصبح طياراً أحلق فى السماء..تماماً كالحمام ..أطير فوق السحاب أشاهد البلدان وأحمل الأمنيات من بلد إلى بلد أنشر الحب فوق الجميع. احتضنت الأم أمير وقالت: أنت على حق يا صغيرى