الدُّبّ الصّغير ونهر السّلمون

في إحدى الغابات الكثيفة نهر كبير غزير المياه، تُحيط به أشجار عالية وارفة الظّلال   

اكثر ما اشتُهر به ذلك النهر انه يعجّ بسمك السّلمون بمختلف الاحجام.

 في طرف الغابة كان يعيش دب صغير مع أمه وأبيه ،كانوا سُعداء جدًا، يلعبون ويأكلون ثمار التّوت.

في أحدِ الايام حدث شيء غريب! سمع الدّبّ الصّغير صوتًا لمْ يعتّد سماعه،وبينما هو ينظر باتجاه الصّوت وإذا بثعلب صغير يُقبل صوبَهُ ويحمل في فمه شيئاً غريبًا!لقد كانت سمكة سلمون،الّا انّ الدّب الصّغير لم يرَ السّلمون سابقًا في حياتهِ،فلم يعرف ما هو هذا الشّيء الغريب.

وضع الثّعلب السمكة على الارض وقال للدُّبِّ :  “مرحبًا أيها الدُّبِّ”.أجاب الدّب الصّغير: “أهلًا وسهلًا، ما هذا الذّي تحملهُ؟!”.استغرب الثعلب لسؤال الدّب واجاب: انه بالطّبع سمكة سلمون!”.

قال الدّب: “آه، هكذا اذًا تبدو سمكة السّلمون! من أين جئتَ بها أيها الثّعلب؟”،فأرشدهُ الثعلب إلى نهر السّلمون في وسط الغابةِ، وما كان من الدّبِّ أنّ يُقنع والديهِ بالذّهاب إلى هناك.

مشى الدّب الصّغير مع أمه وأبيه باتجاه النهِر ثلاثة أيام، وأخيراً وصلوا إلى النهِر. فرحوا برؤية العدد الكبير من عائلات الِدّببَة الّتي قََدِمَت لتأكل السّمك.

باشر واِلدا الدّب الصّغير باصطياد السمك لإطعام صغيرهما

عددًا كبيرًا من الأسماك، فلم يضطر الدّب الصّغير لتعلّم

الصّيد بنفسه.

ذهب ليلعب على ضفة النهِر لكنه ابتعد عن واِلدَيه
دون أن ينتبه لذلك ولم يعرف طريق العودة.

شعرَ الدّب الصّغير بجوعٍ شديدٍ، وعلى الرّغمِ من أنّهُ قريب من النّهرِإلّا أنّه لا يجيد الصّيّد. وإذا بدُبٍ رمادي يصطاد السمك،فأسرَع الدُّبّ الصّغير إليه ليأكل منه، لكن الدُّبّ الرمادي أبى أن يُعطيهِ السّمك وقالَ له:

“إنْ أعطيتك سمكة أطعمتكَ اليوم،وَإنْ عَلَّمْتُكَ الصّيدَ أطْعَمتُكَ كلّ يومٍ”.فتعلَّمَّ الدّبّ الصّغير صيد السّمك، وأكل حتى شبع. ثُمَّ مضى حتى وجد الطّريق إلى والديه الذين كانا فخورين به بإنجازهِ الْجديد.