بعض القرى الفلسطينية المهجّرة by nadia - Illustrated by اعداد الطالبات: رائدة ونادية وهالة - Ourboox.com
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

بعض القرى الفلسطينية المهجّرة

by

Artwork: اعداد الطالبات: رائدة ونادية وهالة

  • Joined May 2022
  • Published Books 2

قاقون – قضاء طولكرم

 كانت القرية تنتصب على تل مشرف على سهل قاقون وكانت سكة حديد طولكرم حيفا تمر على بعد نحو نصف كيلومتر الى الشرق منها، تصلها بطولكرم والقرى المجاورة طرق فرعية. تحتوي على قلعة تاريخية بناها الصليبيون. كانت مركزًا تجاريًا للمنطقة بأسواقها وخان التجار، وابان عهد المماليك تحولت الى محطة للبريد على طريق غزة دمشق.
في زمن الانتداب البريطاني أنشئت فيها مدرسة ابتدائية للبنين. أما الزراعة فكانت تعتمد على البطيخ والقثائيات والخضروات (كالخيار) والزيتون والحمضيات والحبوب. وكانت أثار القلعة الصليبية التي رممها المماليك والمسجد المملوكي من ابرز معالمها.

احتلال القرية 

كانت قاقون واحدة من أواخر القرى الساحلية الباقية في الشريط الممتد شمالي يافا. هوجمت ليل 4- 5 حزيران يونيو 1948، من الكتيبة الثالثة التابعة للواء الكسندروني، والتي جوبهت بمقاومة وحدات الجيش العراقي المدافعة عن القرية.

شواهد باقية 

لم يبق من معالم القرية الا القلعة فوق قمة التل وبئر كانت لعائلة أبو حنتش، ويتوسط القلعة أنقاض الحجارة، ويحيطها بقايا المنازل ومبنى المدرسة.
أقيم على أراضيها: جزء من كيبوتس عين هحورش، وكيبوتس همعبيل (أنشئ عام 1945). ومستوطنات جان ياشيا، أومتس، بورغاتا، وعولِش (في العام 1949)، وجزء من مستوطنة بئروتايم، وحنِئيل (عام 1950) وبات حيفر (في العام 1996) التي أقيمت ضمن مخطط “مستوطنات النجوم”.

2
بعض القرى الفلسطينية المهجّرة by nadia - Illustrated by اعداد الطالبات: رائدة ونادية وهالة - Ourboox.com

أم خالد – قضاء طولكرم

 كانت القرية تنهض على تل من الحجر الرملي يبعد نحو كيلومترين عن شاطئ البحر الأبيض المتوسط وكان طريق طولكرم – نتانيا العام باتجاه البحر يمر الى الجنوب منها، وطريق حيفا – يافا الى الشرق منها، ويتقاطعان في منتصف الطريق الى طولكرم. يُعتقد ان اسم القرية ينسب الى سيدة يقال ان ضريحها كان قرب مقبرة القرية في بناء قديم تنمو فيه شجرة تين (او أكثر) معمرة، كانت تدعى صبحة، أم خالد.

يذكر المؤرخون ان جنود نابليون قاموا بحرق القرية في أثناء عودتهم سنة 1799 الى مصر بعد أن اخفقوا في احتلال عكا في شمال فلسطين.

قدم الكثيرون من قرى قضاء طولكرم لام خالد طلبا للعمل في الزراعة التي كانت عماد اقتصاد القرية والتي كانت تقوم على البطيخ والحمضيات والخضروات والحبوب. وكان سكان القرية يعنون أيضا بتربية المواشي ويصنعون الألبان والأجبان.

البلدات المجاورة

يحدها من الشمال وادي الحوارث ومستوطنة كفار حاييم، ومن الشرق مستوطنة بيت يتسحاك وخربة بيت ليد، ومن الجنوب والغرب أراضي مستوطنة نتانيا.

احتلال القرية

تم تشديد الخناق على القرية منذ أواخر العام 1947، ونزح بعض أهلها بسبب الممارسات العنيفة والتضييقات الشديدة. تم اخلاء أم خالد في 20 آذار مارس 1948 مع جملة من القرى العربية في المنطقة، واجهت المصير نفسه بعد تزايد الهجمات الأولى من الحرب، وقد كانت هذه المنطقة الساحلية تغص بالمستوطنات اليهودية. وتم التخطيط المسبق لاخلاء السكان العرب قبل 15 أيار.

شواهد باقية

بات موقع القرية جزءا من مدينة نتانيا. وقد بقي بعض المنازل العربية تم استخدامها للسكن أو لأغراض تجارية كمستودعات، وغرست الكثير من أراضيها باشجار الحمضيات. بقي مسجد القرية قائمًا وتم تحويله الى كنيس يهودي. وهناك اثار للقلعة الصليبية التي تسمى “حصن روجر اللومبردي” التي تم تحويلها الى خان ابان العهد المملوكي.

4
بعض القرى الفلسطينية المهجّرة by nadia - Illustrated by اعداد الطالبات: رائدة ونادية وهالة - Ourboox.com

الحدثة – قضاء طبريا

تقع الحدثة بين واديين صغيرين، الى الشرق والغرب من تل صخري خفيف الانحدار. كانت بيوت القرية مبنية من الأحجار والطين وبعضها مبني بالاسمنت، وكانت القرية على شكل مثلث تعتلي قمة التل. يعتقد انها أقيمت على اثار “عين حدّة” الكنعانية. سكنها أبناء عائلة أبو الهيجاء، استمرارًا لميراث جدهم حسام الدين الذي تم منحه هذه الأراضي من الناصر صلاح الدين، حيث كان مساعدًا له وقائدًا في جيشه (بالإضافة الى: عين حوض، كوكب والرويس – بحسب الرواية المتناقلة). وكانت طريق ترابية تصل الحدثة بيمة (يفنيئيل)، ومنها يسافر اهل الحدثة الى طبريا وسمخ في الطرف الجنوبي لبحيرة طبرية. 

اشتهرت القرية بزراعة الغلال على أنواعها في سهولها، بالإضافة الى الخضراوات وكروم الزيتون شمالي القرية. وكان فيها اثار عين ماء قديمة ومعصرة أثرية، تعود الى الفترة الكنعانية.

البلدات المجاورة

يحدها من الشمال صارونا لتي أقيمت على أراضيها مستوطنة شارونا، ومن الشرق معذر، وتحيطها من الجنوب أراضي عولم، ومن الشرق يمّة التي أقيمت على أراضيها مستوطنة يفنيئيل التي عرفت بحسن جوارها مع الحدثة.

احتلال القرية

احتلت القرية في أيار 1948، في عملية اخلاء وتهجير لعدد من القرى المجاورة لها، كفر سبت وعولم ومعذر وسيرين، ولم يبق من القرى المجاورة سوى كفركما الشركسيّة. طُرد اهل القرية ابان موسم الحصاد، والقسم الأكبر منهم لجأ الى الأردن، ولجأ القسم الاخر الى القرى المجاورة والى أقاربهم في كوكب أبو الهيجاء ومنها الى قرى أخرى. تم تدمير القرية بعد احتلالها بفترة وجيزة، وهدم مسجدها وبيوتها.

شواهد باقية

الأنقاض الحجرية هي كل ما بقي ليدل على موقع القرية، وتغطي اشجار التوت والتين والصبار اجزاء منها.  أما الأراضي المحيطة فيستعملها سكان المستوطنات اليهودية المجاورة، وهي مزروعة خضراوات ولوز. ويحيط السياج باثار المقبرة وعين الماء.

تستخدم أراضي القرية اليوم للزراعة، ولم يتم انشاء أي مستوطنة على أراضيها.

6
بعض القرى الفلسطينية المهجّرة by nadia - Illustrated by اعداد الطالبات: رائدة ونادية وهالة - Ourboox.com

الشيخ مونّس – قضاء يافا

 كانت القرية تنتشر على تل من الحجر الرملي في السهل الساحلي الأوسط، وتبعد نحو 2,5 كلم عن شاطئ البحر، ونحو 800 م عن الضفة الشمالية لنهر العوجا. ويبدو أنها سميت تيمنا بشخصية دينية محلية، الشيخ مونّس الذي كان مقام ضريحه في القرية. ذكرت في خريطة للجيش الفرنسي ابان حملته على المنطقة في العام 1799 باسم “الظهر”. ازدهرت وتطورت ابان حكم إبراهيم باشا.

كان شكل القرية العام مربعا، تحسن دخل أبنائها من بيع الحمضيات، فبنوا منازل جديدة بالحجارة والاسمنت. بنيت على انقاض جزء كبير منها جامعة تل ابيب.

كان في القرية مدرسة زراعية استملكت 36 دونما من الأرض وبئراً ارتوازية. عمل سكان الشيخ مونّس في الزراعة، ولا سيما في زراعة الحمضيات والأعمال المتعلقة بها، وكانت مياه الري لبياراتها وبساتينها تجلب من نهر العوجا، ومن الكثير من الآبار الارتوازية.

كان لأحد أبنائها مقهى مشهورًا قرب جسر العلمين – “مقهى هاواي” على الضفة الشمالية لنهر العوجا.

البلدات المجاورة

يحدها من الشمال اجليل القبلية، ومن الغرب البحر المتوسط، ومن الجنوب الجماسين الغربي والمسعودية وجريشة والجماسين الشرقي وخيرية، ومن الشرق بيتاح تكفا- ملبس وعرب السوالمة.

احتلال القرية

منذ نهاية العام 1947 اصبح جسر العلمين على نهر العوجا حاجزًا عسكريًا تسيطر عليه القوات الصهيونية، التي شددت الطوق على قرى شمال يافا وبضمنها الشيخ مونّس. ومع حلول آذار 1948 بدأت قوات الارغون عملياتها ضد أهالي القرية، بعد تشديد الحصار عليهم ومنعهم من جلب الامدادات الغذائية اليها. وتم خداع القرى العربية في المنطقة باتفاق هدنة بدافع “الجيرة الحسنة” الا ان القوات الصهيونية لم تلتزم به، وتم تشريد أهالي قرية الجسامين الغربي من بيوتهم.

ومع تشديد الحصار تم خطف 5 اشخاص من وجهاء القرية، بعد توجههم الى قرية اجليل لجلب الامدادات الغذائية والوقود لتشغيل مضخات المياه، ما زاد من رعب وترهيب الأهالي، وتكررت مشاهد دخول قوات الارغون للقرية واثارة الرعب فيها. وتم تشريد أهلها حتى نهاية اذار 1948. لجأ أهالي الشيخ مونّس الى منطقة المثلث حيث كانت السيطرة للقوات الأردنية.

شواهد باقية

بقي العديد من منازل القرية قائمًا، بعد تشريد أهلها، وكانت ذات معالم معمارية متنوعة، سكنتها عائلات يهودية في حي “رمات أفيف”. تقوم على أراضيها جامعة تل ابيب، والعديد من المؤسسات والمعاهد.

أحد أبرز معالمها الباقية هو بيت إبراهيم أبو كحيل، الذي يستخدم اليوم كنادي لاساتذة جامعة تل ابيب، وهو بيت أخضر اللون، تبرز أقواسه الجميلة ويسمى اليوم “بيت مرسيل جوردون”.

وفي انحاء القرية ما زالت هناك شواهد أخرى باقية يمكن ملاحظتها في منطقة رما ت أفيف والجوار، من بينها بيت عائلة مفلح بيدس في شارع “لبنان 46″، وبيت امين بيدس داخل متحف ارض إسرائيل وغيرها من البيوت والمعالم في المنطقة.

8
بعض القرى الفلسطينية المهجّرة by nadia - Illustrated by اعداد الطالبات: رائدة ونادية وهالة - Ourboox.com

مسكة – قضاء طولكرم

مسكة: يعتقد انها سميت بهذا الاسم نسبة الى قبيلة “مسكة” من قضاعة، وهي من القبائل القحطانية التي نزلت فلسطين في صدر الإسلام وقبله بقليل.

البلدات المجاورة: يحدها من الشمال ومن الشمال الغربي الطيرة (طيرة بني صعب)، ومن الغرب خربة عزون (تبصر) ومن الجنوب مستوطنة “سدي فوربورغ” ومن الجنوب الشرقي كفر سابا، ومن الشرق قلقيلية ورمات هكوفيش. ولها أراضي زراعية غربي البلدة (غربي خربة عزون) تسمى “غابة مسكة”. اشتهرت القرية بزراعة الحبوب والبقول والبطيخ، والبرتقال والحمضيات.

احتلال القرية

هجّر أهالي مسكة عن قريتهم بسبب المعارك المتكررة في المنطقة، ونية القوات اليهودية اخلاء منطقة الساحل من البلدات العربية. وكون القرية محاطة بثلاثة مستوطنات يهودية هي: سدي فوربورغ ورمات هكوفيش ومستوطنة كفار سابا زاد من تهديد القوات اليهودية لها، ما اضطر سكانها لمغادرتها الى الطيرة ابان موسم الحصاد، حيث تُركت الحقول والأغلال والبيوت على أمل العودة اليها بعد أيام او أسابيع معدودة.

دارت معارك قاسية بين القوات العربية والقوات الصهيونية، صمدت خلالها الطيرة التي لجأ اليها أهالي مسكة، حيث مكثوا في بيوتها وفي منطقة “حنوتة” شرقي الطيرة خلال المعارك الضارية، ومنهم من لجأ الى قلقيلية وأماكن أخرى، ثم عادوا الى الطيرة على أمل العودة الى مسكة. لكن بعد اتفاق الهدنة (رودوس) تم فصل أهالي مسكة، وكل من لم يكن من أهالي الطيرة قبل 1948، ليتم نقلهم عبر شاحنات التهجير الى قلقيلية ومخيمات اللجوء في الضفة الغربية، ليتشتتوا في الأماكن والبلاد المختلفة.

شواهد باقية

الحائط الجنوبي للمسجد، وبقايا بئر كبيرة كانت تروي البلدة. وتم في العام 2006 هدم المدرسة، بعد ترميمها من قبل أبناء القرية الباقين، وتحويلها الى موقع ثقافي اجتماعي، بحجة تجاوز الحد العام.

10
بعض القرى الفلسطينية المهجّرة by nadia - Illustrated by اعداد الطالبات: رائدة ونادية وهالة - Ourboox.com

الطنطورة – قضاء حيفا

أنشئت قرب آثار بلدة “دور” الكنعانية، على تل صغير يعلو قليلا عن شاطئ البحر الأبيض المتوسط.

البلدات المجاورة يحد القرية من الغرب البحر المتوسط، ومن الشرق بلدة الفريديس، ومن الجنوب قرية كبارة المهجرة، وعرب الغوارنة – جسر الزرقاء، ومن الشمال يحدها قرية عين غزال المهجرة وقرية كفر لام الساحلية المهجرة.

احتلال القرية احتلت القرية بتاريخ 23.5.1948 – لواء الكسندروني – الكتيبة الثالثة

ولجأ أهالي الطنطورة الى قرية الفريديس بعد تهجيرهم من قريتهم، ومن هناك تم نقلهم الى مخيمات اللجوء في طولكرم وجنين، ومنها انتقل الكثير منهم الى مخيمات اللجوء في سوريا وخاصة الى مخيم اليرموك. وبقي عدد قليل منهم في بلدة الفريديس بعد ان رفضوا النزوح عنها.

المستوطنات التي أقيمت على أراضي القرية: أقيم “كيبوتس نحشوليم” شمال شرقي القرية أقيمت مباشرة بعد تشريد وطرد أهالي الطنطورة، وفي العام 1949 أنشئت مستوطنة “دور” جنوب شرقي القرية.

شواهد باقية بيت آل يحيى المتاخم لشاطئ البحر، وبالقرب منه مقام الشيخ عبد الرحمن البجيرمي على شكل قبة وبئر قديمة.

شهرة القرية: كان فيها محطة لسكة القطار الساحلية، واشتهر أهالي الطنطورة بصيد السمك.

قاومت القرية هجوم قوات الهاجاناه ليلة 22 أيار 1948، وسميت العملية بـ”מבצע נמל” -عملية الميناء- بادعاء ان ميناء الطنطورة يشكل منفذًا بحريًا لوصول الأسلحة والذخيرة. وقعت فيها مجزرة سقط فيها أكثر من 200 شخص غالبيتهم العظمى من الرجال، تم دفنهم في قبور جماعية. وتم اسر الرجال الباقين ونقلهم الى سجن عتليت ومعسكرات الاعتقال قرب أم خالد (نتانيا).

12
بعض القرى الفلسطينية المهجّرة by nadia - Illustrated by اعداد الطالبات: رائدة ونادية وهالة - Ourboox.com

لوبيا (لوبية) – قضاء طبريا

كانت القرية تنهض على قمة تل صخري مستطيل الشكل يمتد من الشرق الى الغرب، وتطل على سهل طرعان. كانت تنقسم الى قسمين شرقي وغربي، تفصل بينهما طريق فرعية تصل القرية بطريق طبرية – الناصرة العام. بنيت القرية فوق موقع اثري يعتقد انه يوناني الاصل.

اعتمد اقتصاد القرية على الزراعة، وكانت أرضها خصبة وقمحها ذائع الصيت في المنطقة. اعتمد اهالي القرية على تربية المواشي وخلايا النحل.

البلدات المجاورة

 يحدها من الشمال نمرين وحطين، ومن الشرق مدينة طبريا عاصمة القضاء، والمنارة، ومن الجنوب أراضي مستعمرة يفنئيل وكفر سبت، ومن الجنوب الغربي الشجرة، ومن الغرب قرية طرعان.

احتلال القرية

شهدت لوبية العديد من الهجمات منذ طليعة العام 1948، وقتل عدد من أبنائها في هذه الهجمات. طلب سكان القرية المعونة العسكرية من قوات جيش الإنقاذ العربي المرابطة في الجوار، وهي رواية منشرة بين أهالي المنطقة، لكن طلبهم لم يستجب. وفي ليل 16 تموز يوليو غادر معظمهم متجهين الى قريتي نمرين وعيلبون ومنهما الى لبنان مخلفين وراءهم ميليشيا القرية وبعض المسنين. وعندما اقتربت إحدى الوحدات الإسرائيلية المدرعة من القرية في اليوم التالي انسحبت المجموعة المدافعة قليلة السلاح. وروي ان القوات الإسرائيلية المحتلة قصفت القرية قبل دخولها ثم دمرت بعض المنازل وصادرت بعضها الآخر. احتلت القرية بتاريخ 16 تموز 1948.

شواهد باقية

بقي من اثار القرية بضعة آبار متفرقة، وحطام عدد من البيوت والحجارة المتناثرة وأشجار الرمان والزيتون والتين والصبار. غرست العديد من الغابات والاحراش على اراضي القرية، من بينها غابة كبيرة تحمل اسم “جنوب افريقيا”.

14
بعض القرى الفلسطينية المهجّرة by nadia - Illustrated by اعداد الطالبات: رائدة ونادية وهالة - Ourboox.com

معلول – قضاء الناصرة

 كانت القرية تنهض على الطرف الشمالي لوادي المجيدل على تلة تعلو نحو 275 متر فوق سطح البحر، وكانت طريق فرعية تربطها بطريق الناصرة- حيفا العام. يعتقد انها أقيمت على انقاض قرية معلول الرومانية، والتي عرفها الصليبيون باسم مولا.

في أوائل القرن العشرين، كان سكان معلول يستأجرون الأراضي من عائلة سرسق البيروتية، التي كانت قد اقتنتها سابقا. في سنة 1921، باع آل سرسق ارض القرية ما عدا 2000 دونم، الى شركة صهيونية هي (شركة تطوير أراضي فلسطين). في سنة 1927 تقدم محام يمثل سكان القرية بدعوى لشراء الأرض. طال زمن التداول في القضية الى أن اقترحت حكومة الانتداب البريطاني حلا وسطا في سنة 1937 بان يعطي الصندوق القومي اليهودي قطعة أرض تفي بحاجات سكان القرية، وتعطيه الحكومة قطعة ارض مساوية الى الجنوب من مدينة بيسان. عادت القضية منتصف الاربعينات، وافضت المفاوضات بتنازل الصندوق القومي وإعادة الأرض لسكان معلول. 

كان اهل غالبية أهالي معلول يعملون أساسا في الزراعة، ويعنون بزراعة الحبوب والزيتون الذي كانوا يعتصرون منه الزيت بمعصرة يدوية. كان بها العديد من البساتين المروية، واهتم اهلها بتربية المواشي. وعرف أهلها بعلاقاتهم الأخوية بين المسلمين والمسيحيين.

البلدات المجاورة

يحدها من الشمال عيلوط واراضي كيبوتس كفارهحورش، ومن الغرب مستوطنة نهلال، ومن الجنوب جباثة ومن الجنوب الشرقي المجيدل ومن الشرق كفارهحورش ويافة الناصرة.

احتلال القرية

يشير المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس ان معلول من جملة قرى الجليل الأسفل التي احتلت في المرحلة الثانية من عملية ديكل، قبل يوم واحد من احتلال الناصرة في 15 تموز يوليو 1948. وتم اخلاء القرية من سكانها كلهم، وهدم منازلها لتبقى حجارتها شاهدة على الجريمة .

نزح غالبية أهالي معلول تحت جو من الرعب والخوف إلى القرى العربية المجاورة لا سيّما قرية يافة الناصرة، وهربت بعض العائلات إلى سوريا ولبنان.

شواهد باقية

يغطي موقع القرية ومعظم أراضيها على التلال غابة صنوبر واسعة، غرسها الصندوق القومي اليهودي, تحمل أسماء أعيان اليهود وغيرهم من الأميركين والأوروبيين. وقاعدة عسكرية بالقرب من موقع القرية. ولا يزال مسجدها قائمًا، لكن يمنع ترميمه. وكنيستان للروم الاوثوذكس والكاثوليك، اعيد ترميمهما ويستعملان في مواسم الأعياد للصلاة حيث يجتمع أبناء القرية المسلمين والمسيحيين لاحياء ذكرى بلدهم. ويذكر ان الأبنية الثلاثة استعملت لسنوات طويلة كزرائب للبقر والمواشي الى ان تم تنظيفها وترميمها في منتصف سنوات التسعين من القرن الماضي. وبالامكان مشاهدة بعض الأضرحة في المقبرة الاسلامية قرب المسجد، وحجارة العديد من المنازل تغطيها الأعشاب والأشجار الحرجية.

16
بعض القرى الفلسطينية المهجّرة by nadia - Illustrated by اعداد الطالبات: رائدة ونادية وهالة - Ourboox.com

حطّين – قضاء طبريا

تقع حطّين غربي بحيرة طبريا، على السفح الشمالي لجبل حطّين (قرون حطّين)، تشرف على السهل الذي يصل الى المنخفضات الساحلية المحيطة ببحيرة طبريا، وتتصل سهولها غربا بسهول الجليل الأسفل عبر الممرات الجبلية التي شكلت في الماضي طرقًا للقوافل التجارية.

يرجح أنها تقوم على موقع “صدّيم” الكنعانية، ذكرت في العهد الروماني باسم “حطّايا”. ينسب اليها العديد من علماء العصور الإسلامية الأولى ومن جملتهم ياقوت الحموي (توفي سنة 1229) والأنصاري الدمشقي (توفي سنة 1327) الذي يدعى أيضا الشيخ الحطّيني. كما توفي فيها علي الدواداري الكاتب والخطاط ومفسر القرآن في سنة 1302. وفي محيطها يقع مقام النبي شعيب على المشارف الجنوبية الغربية، ويحج اليه أبناء الطائفة المعروفية (الدروز) في نيسان أبريل من كل سنة، وفيه قبر شعيب وأثر قدمه، وفيه نبع يسمى ” عين العيون” بمحاذاة الجبل يستقي منه الزوار.

تتمتع أراضي حطّين بتربة خصبة ووفرة الينابيع والمياه الجوفية، لا سيما في الشطر الشمالي من السهل حيث كانت جملة ينابيع وآبار. وقد أدى تضافر هذه العوامل الى نشوء اقتصاد زراعي مزدهر. وكان معظم سكان القرية يعمل في الزراعة التي كانت تقوم على زراعة الحبوب والثمار وضمن ذلك الزيتون. في سنة 1944 كان ما مجموعه 10253 دونما مخصصا للحبوب و1936 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين.

وفي اعلى قممها “قرون حطّين” وهما جبلان يشرفان على بحيرة طبريا، عبر الشق – وادي الليمون (الحمام) الواصل اليها من الغرب، وهو منظر في قمة الروعة.

البلدات المجاورة

يحدها من الشمال  خربة الوعرة السودا وعرب المواسي، ومن الغرب عيلبون، ومن الجنوب نمرين ولوبيا، ومن الشرق مستوطنتا كفار حيتيم ومتسبيه (عين الكَتَب) والمجدل.

احتلال القرية

شنت القوات اليهودية – اللواء السابع- بعد نهاية الهدنة الأولى، في سياق عملية ديكل هجومًا على القرى العربية بين طبريا والناصرة، في 16 تموز. وتروي الشهادات ان جنود جيش الإنقاذ العربي انسحبوا من الأماكن التي كانوا اتخذوها مواقع لهم في حطّين. وقد هجّر معظم السكان في ليل 16- 17 تموز يوليو، الى البلدات المجاورة وباتجاه الشمال.

ويروى احد المجاهدين الذين مكثوا في القرية، ما جرى تلك الليلة: بقينا في قرني حطّين حتى آخر دقيقة. ورأينا الوحدة المدرعة اليهودية تتقدم…وكنا قلة قليلة ولم يكن معنا ما يكفي من الذخيرة لمواجهة الهجوم…ففي أثناء الهجوم اليهودي الأول استعمل كثيرون من السكان كل الذخائر التي كانت معهم…. ثم انسحبنا الى القرية وهربنا صوب الشمال مع نفر قليل ممن تخلف في القرية. بعيد احتلال القرية، بدأت الهدنة الثانية تدخل حيز التنفيذ.

شواهد باقية

بقي من معالم القرية، حطام العديد من بيوتها وساحاتها واروقتها، متناثرة بين الأشجار والاعشاب التي تغطيها. ومن ابرز معالمها الباقية المسجد، الذي تتخلله قناة القسطل، وما زالت مئذنته قائمة، وتقع المقبرة القرية غربي المسجد الذي يعمل أهل حطين الباقين في القرى المجاورة على الاعتناء بهما وحمايتهما.

كما تم بناء ابنية عديدة في محيط مقام النبي شعيب، حيث تحول المزار مع مرور السنين الى موقع ديني كبير، يؤمه الحجاج والزوار.

18
بعض القرى الفلسطينية المهجّرة by nadia - Illustrated by اعداد الطالبات: رائدة ونادية وهالة - Ourboox.com

خربة جدّين – قضاء عكا

 كانت القرية مبنية حول بقايا قلعة قديمة (خربة) تنتصب فوق تل يشرف على البحر الأبيض المتوسط الى الغرب. تقع القلعة في الجزء الجنوبي الشرقي من أراضي القرية. ويمتد وادي جدّين، وهو واد عميق الى الجنوب من القرية عبر منطقة كثيفة الأشجار. وكانت القلعة مما بناه الصليبيون في نهاية القرن الثاني عشر تقريبا وسموها جدّين وقد دمرت في سنة 1288 لمنع الصليبين من الانتفاع منها. وفي سنة 1770 أعاد ظاهر العمر الزيداني ترميمها واستخدامها لتعزيز موقعه العسكري. ودمر خليفته ومنافسه احمد باشا الجزار القلعة في أواخر السبعينات من القرن الثامن عشر.

كان عرب السويطات يعيشون في خرائب القلعة متخذين من أبنيتها منازل لهم وناصبين خيمهم حولها. وكانوا يعتاشون أساسا من تربية الحيوانات ويزرعون الشعير والتبغ. وتشتهر المنطقة بجمال طبيعتها واشجارها الكثيفة المكسوة بأحراج السنديان والسريس والقندول والبلان والبطم.

البلدات المجاورة

يحدها من الشمال أراضي قرية ترشيحا وخربة جعثون، ومن الغرب الغابسيّة والشيخ دنّون، ومن الجنوب الغربي عمقا، ومن الجنوب أبو سنان ويانوح، ومن الشرق أراضي يانوح وترشيحا.  

احتلال القرية

اشترت “الكيرن كييمت” من الاقطاعيين اللبنانيين (عائلة سرسق) في العام 1946 أكثر من 3 الاف دونم من أراضي جدّين، وأقيم عليها كيبوتس “يحيعام” قرب القلعة. وبقي أهالي جدين من عرب السويطات يسكنون المنطقة. وقعت مواجهات بين جيش الإنقاذ العصابات الصهيونيّة في 20 كانون الثاني 1948، وتم تفجير جسر جعثون المؤدي الى جدّين، لمنع الامدادات من الوصول الى كيبوتس “يحيعام”. وقد وصلت القوات البريطانية للمنطقة وأوقفت القتال بين الطرفين.

سقطت جدين ابان حملة “حيرام” في أواخر تشرين الأول 1948، والحملة المكثفة على ترشيحا، بعد محاولات عديدة لاختراق الحواجز على طريق ترشيحا نهاريا، أدت الى وقوع خسائر كبيرة في صفوف القوات الصهيونيّة، اشهرها في 27.3.1948 قرب قرية الكابري حيث سقط 46 شخصًا من صفوف القوات الصهيونية.

ومع طرد غالبية سكان قرى الجليل الغربي الى جنوب لبنان، تشتّت أبناء عشيرة السويطات في المناطق المختلفة من الجليل، وغالبيتهم هجروا الى لبنان.

شواهد باقية

بقيت قلعة جدّين صامدة، وتم تحويلها الى موقع سياحي.

وأقيم على أراضيها كيبوتس يحيعام وتقع في أراضيها كسارة “أوشرات”. 

20
بعض القرى الفلسطينية المهجّرة by nadia - Illustrated by اعداد الطالبات: رائدة ونادية وهالة - Ourboox.com

السنديانة – قضاء حيفا

 كانت القرية مبنية على تلين صغيرين جنوبي شرقي سفح جبل الكرمل، على أطراف المنطقة تلال الروحة. كان التل الأكبر مستدير الشكل، بينما كان التل الأصغر، الواقع الى الشرق منه، بيضويا يتجه محوره من الشمال الغربي الى الجنوب الشرقي. وكانت طرق فرعية تربط السنديانة بالقرى المجاورة وبطريق عام متصل بالطريق العام الساحلي.

كانت منازل السنديانة مبنية بالحجارة. وكان فيها مدرسة ابتدائية للبنين. عرفت بكثرة آبارها، وكان سكانها يحصلون رزقهم من الزراعة وتربية المواشي، وكانوا يهتمون في الدرجة الأولى بزراعة الحبوب والخضروات. ضمت اراضي السنديانة 6 خرب هي: سويدة وطاطا والعبروش والعجمي والدفايس وخربة الست ليلى.

احتلال القرية

في 12 أيار 1948 هاجمت قوات “الايتسل” مجموعة من القرى العربية في منطقة الروحة، وطردت سكانها العرب: صبارين، السنديانة، خبيزة، وام الشوف. بقي في السنديانة مختارها وابناء أسرته وحوالي 300 من سكانها، تم تهجيرهم فيما بعد.

شواهد باقية

الموقع مسيج بأسلاك شائكة، وتشاهد أكوام من الحجارة وأنقاض المنازل المدمرة مبعثرة بين الأشواك ونبات الصبار وشجر التين والزيتون والنخيل. ويستخدم الإسرائيليون الأراضي المحيطة بها مرعى للمواشي.

يحدها من الشمال صبارين وام الجمال وشفية، ومن الغرب بريكة ومن الجنوب المراح ومن الشرق قنير وام الشوف.

اقيم على على أراضي القرية، إلى الجنوب الغربي من موقعها في سنة 1949، مستوطنة أبيئيل.

22
بعض القرى الفلسطينية المهجّرة by nadia - Illustrated by اعداد الطالبات: رائدة ونادية وهالة - Ourboox.com
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

Ad Remove Ads [X]
Skip to content