الصلاة by malak - Illustrated by ملاك العطاونه - Ourboox.com
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

الصلاة

by

Artwork: ملاك العطاونه

  • Joined Dec 2022
  • Published Books 1

وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ).

 آخر وصايا الرسول: فقد رُوي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال: (كانَ آخرُ كلامِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: الصَّلاةَ الصَّلاةَ، اتَّقوا اللَّهَ فيما ملَكَت أيمانُكُم).

الصلاة نور: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الطُّهُورُ شَطْرُا الإيمانِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ المِيزانَ، وسُبْحانَ اللهِ والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآنِ -أَوْ تَمْلأُ- ما بيْنَ السَّمَواتِ والأرْضِ، والصَّلاةُ نُورٌ، والصَّدَقَةُ بُرْهانٌ، والصَّبْرُ ضِياءٌ، والْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ، أوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُها، أوْ مُوبِقُها)

2

معنى الصلاة

تطلق كلمة الصلاة في اللغة العربية على الدعاء بخير. قال الله تعالى: {وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم} [التوبة: ١٠٣] أي ادع الله لهم بالمغفرة.

أما في اصطلاح الفقهاء: فتطلق كلمة الصلاة على أقوال وأفعال مخصوصة، تفتتح بالتكبير وتختتم بالتسليم. سميت صلاة لأنها تشتمل على الدعاء ولأنه الجزء الغالب فيها، إطلاقاً لاسم الجزء على الكل.

3

للصلاة حِكمٌ وأسرار كثيرة تلخصها فيما يلي:

أولاً: أن ينتبه الإنسان إلى هويته الحقيقة، وعي أنه عبدٌ مملوك لله عز وجل، ثم أن يظل متذكراً لها، بحيث كلما أنسته مشاغل الدنيا وعلاقاته بالآخرين هذه الحقيقة جاءت الصلاة فذكرته من جديد بأنه عبد مملوك لله عز وجل.

ثانياً: أن يستقر في نفس الإنسان أنه لا يوجد معين ومنعم حقيقي إلا الله عز وجل وإن كان يرى في الدنيا وسائط وأسباباً كثيرة يبدو – في الظاهر- أنها هي التي تعين وتنعم، ولكن الحقيقة أن الله سخرها جميعاً

4

مكانتها في الدين

الصلاة أفضل العبادات البدنية على الإطلاق، فقد جاء رجل يسأل النبي – صلى الله عليه وسلم – عن أفضل الأعمال فقال له: “الصلاة” قال: ثم مه؟ قال: “ثم الصلاة” قال: ثم مه؟ قال: “الصلاة” قال: ثلاث مرات. (رواه ابن حبان: ٢٥٨).

وقد ثبت في الصحيحين أن الصلاتين يؤديهما المسلم أداء سليماً تكونان كفارة لما بينهما من الذنوب، فعند البخاري (٥٠٥)، عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “الصلوات الخمس يمحو الله بها الخطايا”.

وعند مسلم (٢٣١)، عن عثمان – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – “من أتم الوضوء كما أمره الله تعالى فالصلوات المكتوبات كفارات لما بينهن”.

كما أن التهاون في الصلاة تأخيراً أو تركاً، من شأنه أن يؤدي بصاحبه ـ إن هو استمر على ذلك ـ إلى الكفر. إذا الصلاة هي الغذاء الأول للإيمان كما قد علمت.

دوى الإمام أحمد (٦/ ٤٢١)، عن أم أيمن رضي الله عنها أن

5

اهمية الصلاة

ثبتت مشروعية الصلاة بآيات كثيرة من كتاب الله، وبأحاديث كثيرة من سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.

فمن القرآن: قوله تعالى: {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون*وله الحمد في السموات والأرض وعشياً وحين تظهرون} [الروم: ١٧و١٨]. قال ابن عباس رضي الله عنهما: أراد بقوله: {حين تمسون}: صلاة المغرب والعشاء، {وحين تصبحون}: صلاة الصبح، {وعشياً}: صلاة العصر، {وحين تظهرون} صلاة الظهر.

وقوله تعالى: {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً} [النساء: ١٠٣]. أي محتمة وموقتة بأوقات مخصوصة.

ومن السنة: حديث الإسراء السابق: وما رواه البخاري (١٣٣١)، ومسلم (١٩)، عن ابن عباسرضي الله عنهما: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – بعث معاذاً – رضي الله عنه – إلى اليمن

 فقال: “ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني محمداً رسول الله، فإن هم

أطاعوا لذلك فأعلمهم أن لله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة .. “

وقوله – صلى الله عليه وسلم – للأعرابي الذي سأله عما يجب عليه من الصلاة: “خمس صلوات في اليوم والليلة” قال الأعرابي: هل علي غيرها؟ قال “لا إلا أن تطوع”” (رواه البخاري: ٤٦، ومسلم: ١١)

6

شروط صحة الصلاة

[معنى الشرط:]

شرط الشيء كل ما يتوقف عليه وجود ذلك الشيء، وهو ليس جزءاً منه.

مثاله: النبات: لا بد لوجوده على وجه الأرض من المطر، مع العلم بأن المطر ليس جزءاً من النبات، فالمطر إذاً شرط لوجود النبات.

والآن، ما هي شروط صحة الصلاة؟ تتلخص شروطها عند الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في الأمور الأربعة التالية:

[١ – الطهارة:]

وقد عرفت معنى الطهارة في باب الطهارة وهي تنقسم إلى أنواع، لابدَّ من توفر كل واحد منها لصحة الصلاة، وهي:

(أ) طهارة الجسم من الحدث: فالمُحدث لا تصح صلاته، سواءً كان الحدث أصغر – وهو فقد الوضوء- أو أكبر كالجنابة، لقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الصحيح: “لا تقبل صلاة بغير طهور” (رواه مسلم: ٢٢٤).

(ب) طهارة البدن من النجاسة: وقد عرفت معنى النجاسة وأنواعها في باب الطهارة أيضاً. ودليل ذلك قوله – صلى الله عليه وسلم – في اللذين يعذبان

7

ي قبرهما: “أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول” (رواه البخاري: ٢١٥، ومسلم: ٢٩٢). وفي رواية لا يستتر، وأخرى: لا يستنزه، وكلها صحيحة ومعناها: لا يتجنبه ويتحرز منه.

ومثل البول كل النجاسات المختلفة الأخرى، قال – صلى الله عليه وسلم – لفاطمة بنت أبي حبيش رضي الله عنها: “فإذا أقبلت الحيضة فاتركي الصلاة، فإذا ذهب قدرها فاغسلي عنك الدم وصلي” (رواه البخاري: ٢٦٦، ومسلم: ٣٣٣).

(ج) طهارة الثياب من النجاسة: فلا يكفي أن يكون الجسم نقياً عن النجاسة، بل لا بد أن تكون الثياب التي يرتديها المصلي نقية أيضاً عن جميع النجاسات، دليل ذلك قول الله جل جلاله: {وثيابك فطهر} [المدثر: ٤]

وروى أبو داود (٣٦٥)، عن أبي هريرة – رضي الله عنه -: أن خولة بنت يسار أتت النبي – صلى الله عليه وسلم – فقالت: يا رسول الله، إنه ليس لي إلا ثوب واحد، وأنا أحيض فيه، فكيف أصنع؟ قال: “إذا طهرت فاغسليه ثم صلى عليه” فقالت فإن لم يخرج الدم؟ قال: ” يكفيك غسل الدم، ولا يضرك أثره”.

(د) طهارة المكان عن النجاسة: ويقصد بالمكان الحيِّز الذي يشغله المصلي بصلاته فيدخل في المكان ما بين موطئ قدمه إلى مكان سجوده، مما يلامس شيئاً من بدنه أثناء الصلاة، فما لا يلامس البدن لا يضر أن يكون نجساً، مثل المكان الذي يحاذي صدره عند الركوع والسجود، ودليل هذا الشرط أمره – صلى الله عليه وسلم – بصب الماء على المكان الذي بال

8

اركان الصلاة

[معني الركن:]

ركن الشيء ما كان جزءاً أساسياً منه، كالجدار من الغرفة، فأجزاء الصلاة إذا أركانها كالركوع والسجود ونحوهما. ولا يتكامل وجود الصلاة ولا تتوفر صحتها إلا بأن يتكامل فيها جميع أجزائها بالشكل والترتيب الواردين عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، عن جبريل عليه السلام. ويتلخص عدد أركان الصلاة في ثلاثة عشر ركناً. نشرح كل واحد منها على حدة:

[١ـ النية:]

وهي قصد الشيء مقترناً بأول أجزاء فعله، ومحلها القلب. ودليلها قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: “إنما الأعمال بالنيات” (رواه البخاري: ١، ومسلم: ١٩٠٧).

ولا بد لصحتها أن تقترن بتكبيرة الإحرام، بحيث يكون قلبه متنبهاً أثناء التلفظ بالتكبير إلى قصد الصلاة، متذكراً نوعها وفرضيتها، ولا يشترط تحريك اللسان بها.

[٢ـ القيام مع القدرة في الصلاة المفروضة:]

دليل هذا الركن ما رواه البخاري (١٠٦٦) عن عمران بن حصين – رضي الله عنه – قال: كانت بي بواسير، فسألت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن

9

لصلاة؟ فقال: “صل قائماً، فإن لم تستطيع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب”.

[بواسير: مرض في مخرج الدبر].

وإنما يعتبر الرجل قائماً إذا كان منتصب القامة، فإذا انحنى دون عذر بحيث أمكن أن تلامس راحة يده ركبته، بطلت صلاته، لأن ركن القيام فقد في جزء من صلاته. وإذا قدر المصلي على الوقوف في بعض صلاته وعجز في بعضها الآخر، وقف حيث يمكنه ذلك، وجلس في سائرها.

وخرج بقيد الصلاة المفروضة، الصلوات النافلة، فإن القيام بها مندوب مطلقاً، فله أن يجلس فيها سواء كان قادراً أم لا. روى البخاري (١٠٦٥) أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ” من صلى قائماً فهو أفضل، ومن صلى قاعداً فله نصف أجر القائم، ومن صلى نائماً فله نصف أجر القاعد “والمارد بالنائم: المضطجع.

[٣ـ تكبيرة الإحرام:]

دليل ذلك ما رواه الترمذي (٣) وأبو داود (٦١) وغيرهم أنه – صلى الله عليه وسلم – قال: “مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم”.

كيفيتها:

لا بد من لفظة “الله أكبر”، ولا تضر زيادة لا تمنع الاسم: كـ الله الأكبر، أو الله الجليل أكبر. فلو زاد كلمة ليست من صفات الله تعالى: كقوله: الله هو الأكبر أو غير الصيغة كأن قال: أكبر الله لم يصح التكبير. دليل ذلك ضرورة الاتباع لفعل النبي – صلى الله عليه وسلم -، وقد كان – صلى الله عليه وسلم – ملازماً في تكبيرة الإحرام لهذه الصيغة.

10

شروطها

يشترط الصحة تكبيرة الإحرام مراعاة الأمور التالية:

(أ) أن يتلفظ بها وهو قائم، فلو نطق بها أثناء القيام إلى الصلاة لم تصح.

(ب) أن ينطق بها حال استقبال القبلة.

(ج) أن تكون باللغة العربية، لكن من عجز عنها بالعربية، ولم يمكنه التعلم في الوقت ترجم وأتى بمدلول التكبير بأي لغة شاء، ووجب عليه التعلم إن قدر على ذلك.

(د) أن يسمع نفسه جمع حروفها إن كان صحيح السمع.

(هـ) مصاحبتها للنية كما مر ذكره.

[٤ـ قراءة الفاتحة:]

وهي ركن في كل ركعة من الصلاة، أيا كان نوعها.

دليل ذلك:

ما رواه البخاري (٧٢٣)، ومسلم (٣٩٤): أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب”.

والبسملة آية منها، فلا تصح الفاتحة التي لم يبدأها المصلي ببسم الله الرحمن الرحيم، لما روى ابن خزيمة بإسناد صحيح، عن أم سلمة رضي الله عنها: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – عد بسم الله الرحمن الرحيم آية.

شروط صحتها:

ولا بد في قراءة الفاتحة من مراعاة الشروط التالية:

11

أ) أن يسمع القارئ نفسه، إذا كان معتدل السمع.

(ب) أن يرتب القراءة حسب ترتيبها الوارد، مراعياً مخارج الحروف، وإبراز الشدّات فيها.

(ج) أن لا يلحن فيها لحناً يغير المعنى، فإن لحن لحنا لا يؤثر على سلامة المعنى لم تبطل.

(د) أن يقرأها بالعربية، فلا تصح ترجمتها، لأن ترجمتها ليست قرآنا.

(هـ) أن يقرأها المصلي وهو قائم، فلو ركع وهو لا يزال يتممها، بطلت القراءة ووجبت الإعادة. هذا وإن عجز المصلي لعجمة ونحوها عن قراءة الفاتحة، قرأ بدلها سبع آيات مما يحفظ من القرآن، فإن لم يحفظ منه شيئاً ذكر الله تعالى بمقدار طول الفاتحة ثم ركع.

[٥ـ الركوع:]

وهو شرعاً: أن ينحني المصلي قدر ما يمكنه من بلوغ راحتيه لركبتيه، هذا أقله، وأما أكمله: فهو أن ينحني بحيث يستوي ظهره أفقيا.

دليله:

قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا} [الحج: ٧٧].

وقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لمن علمه الصلاة: “ثم اركع حتى تطمئن راكعاً” (رواه البخاري: ٧٢٤، ومسلم: ٣٩٧].

وفعله – صلى الله عليه وسلم – الثابت بأحاديث صحيحة أكثر من أن تحصى.

12

سُنَن الصَّلاَة

السَّنة:

هي ما يطلب من الإنسان فعله على غير سبيل الحتم، بحيث يثاب المسلم على فعله ولا يعاقب على تركه.

وللصلاة أركان وشروط لا بد من فعلها على سبيل الإلزام أو الحتم، كي تصح الصلاة، وقد ذكرناها فيما سبق.

وللصلاة أيضاً سنن يطلب من المصلي فعلها، ولكن لا على سبيل الحتم، بحيث يزداد ثواب الصلاة بفعلها ولا عقاب على تركها. وهذه السنن تؤدى في أثنائها، وسنن تؤدى عقبها.

[(أ) السنن التي تؤدي قبل الصلاة:]

وهي لا تزيد على الأمور الثلاثة التالية:

الأول ـ الأذان: قد مر تعريفه وبيان دليله وشروطه وما يتعلق بذلك.

الثاني ـ الإقامة: وقد مر أيضاً تعريفها وبيان شروطها والفرق بينها وبين الآذان.

13

لثالث ـ اتخاذ سترة أمامه: تحول بينه وبين المارين، كجدار، وعموم، وعصا، أو كان يبسط أمامه مصلى كسجادة ونحوها. فإذ لم يجد خط خطاً.

روى البخاري (٤٧٢)، ومسلم (٥٠١)، عن ابن عمر – رضي الله عنه -: أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان إذا خرج يوم العيد أمر بالحربة، فتوضع بين يديه، فيصلي إليها والناس وراءه، كان يفعل ذلك في السفر.

[الحربة: رمح قصير عريض النصل. بين يديه: قدامه].

والأفضل أن تكون السترة قريبة من موضع سجوده، فقد روى البخاري (٤٧٤)، ومسلم (٥٠٨)، عن سهل بن سعد – رضي الله عنه – كان بين مصلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وبين الجذار ممر الشاة.

[مصلى: موضع السجود. ممر الشاة: سعة ما تمر منه الشاة].

[(ب) السنن التي تؤدى أثناء الصلاة:]

وهي أيضاً تنقسم إلى قسمين: أبعاض، وهيئات.

(فالأبعاض) كل ما يجبر تركه بسجود السهو في آخر الصلاة. (والهيئات) كل ما يجبر تركه بسجود السهو. وسنشرح سجود السهو وما يتعلق به من أبحاث آخر الكلام عن أعمال الصلاة.

ونبدأ بتعداد أبعاض الصلاة أولاً، ثم هيئاتها ثانياُ.

* الأبعاض:

ويقصد به التشهد في الجلوس الذي لا يعقبه سلام، وهو الجلوس

14
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

Ad Remove Ads [X]
Skip to content