أبطال تاريخنا

by bayan

This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

أبطال تاريخنا

by

  • Joined Jun 2020
  • Published Books 2

من هم أبطال التاريخ ؟

التاريخ حافل بالكثير من الشخصيات العسكرية ، التي استطاعت ان تمجد اسمها بفضل تخطيطاتها العسكرية التنظيمية المختلفة ، فيجب علينا اولا ان نعلم ما هو تاريخنا ؟ من هم أبطالنا ؟ وحقيقة اننا جهلاء بقدر ان الفرنسيين يستطيعون ان يبقونا  فشلاء عن تاريخنا واراضينا فلأحدثكم اولا عن زومبي

2

 

ملاحظة : قبل القراءة يوجد مثل خط على الجانب هناك اضغط عليها وانزلها لتكمل قراءتك .

3

الزومبي

ان سألت شخصا من هو الزومبي فقد يقول لي الزومبي عبارة عن لعبة متحركة مخيفة ومقززة

وتستخدم كلمة زومبي في الإشارة إلى الموتى الأحياء ، أو الجثث المتحركة في أفلام الرعب الأمريكية ، والتي تتحرك بفعل عوامل السحر الأسود ، وهو كناية عن شخص خيالي نصف ميت ومتحرك ، يقوم ببث الرعب في ارجاء المكان، وقد ينقل الأمراض أو يسبب القتل .

وقد ظهر الزومبي لأول مرة في فيلم ” ليلة الحي الميت ” الذي أُنتج عام 1968 . وتلته المئات من أفلام الرعب والخيال العلمي ، التي تتخذ من الزومبي قيمةً لها . بالإضافة لظهورها في عدد من الألعاب كان آخرها في لعبة الببجي . كما أن مصطلح الزومبي موجود في الثقافة الهاييتية وديانة الفودو . حيث تشير إلى موتى أُعيد إحياءهم، من خلال عملية استحضار الأرواح . لكن هل فكرت يوماً من أين أتى هذا الاسم ؟

ولكنكم هل تعرفون حقيقة زومبي!؟

اولا هو ليس اسمه زومبي بل اسمه ” القائد زومبي ” وهل تعرفون من هو ؟ بالتأكيد لا لانكم لستم امة تقرا بل يجب ان تكونوا قارئين عن تاريخكم وابطالكم

اذا فقصة القائد زومبي

4

هو قائد أفريقي مسلم أسس دولة إسلامية في البرازيل ، وكان له دور كبير في حركة نضال العبيد نحو التحرر. تبدأ حكاية القائد جينجا زومبي مع بداية الاستعمار البرتغالي للبرازيل، والحاجة لأيدي عاملة لبناء المستعمرة الجديدة . فتوجهوا لشواطئ إفريقيا، مثل غيرهم من الدول الأوروبية ، لجلب الرقيق واستعبادهم للعمل في المستعمرات .

كانت أفريقيا هي المنبع الذي يستمد منه الغرب العبيد لبناء مستعمراتهم ، نظراً لكونها أكبر مستعمرات أوروبا . وقد وصل عدد الأفارقة المستعبدين الذين تم نقلهم إلى أوروبا أو أمريكا اللاتينية إلى عدة ملايين . وفي البرازيل وصل عدد الرقيق الذين تم جلبهم في فترة الاستعمار البرتغالي إلى نصف مليون إفريقي ، وفي أمريكا اللاتينية عموماً وصلت أعدادهم إلى ثلاثة عشرة مليوناً . وإن كان هناك بعض المؤرخين يقدرون العدد بأكثر من ذلك بكثير.

ازدهرت تجارة الرقيق في الفترة بين القرن السادس عشر والقرن التاسع عشر . حيث ازدادت الحاجة للأيدي العاملة في فترة اكتشاف الأمريكيتين ، من أجل العمل في مزارع البن والقطن والكاكاو وقصب السكر، ومناجم الذهب والفضة ، والبناء والتشييد ، والخدمة في المنازل ، وغيرها. واستطاع بعض العبيد الأفارقة تعليم أسيادهم البيض عدد من المهارات التي لم يكن السيد يعرف عنها شيئاً ، خصوصاً في مجالي الزراعة والبناء .

وفي تلك الفترة أصبحت تجارة العبيد أحد أهم عناصر الاقتصاد في أوروبا والأمريكيتين، ذلك الاقتصاد الذي اعتمد على (سواعد السود وعقول البيض). وانتشر ما سمي بحملات صيد العبيد في افريقيا، وتمت صفقات تجارية بين وكلاء افارقة وتجار أوروبيين. بحيث يقوم الوكلاء الأفريقيين بالهجوم على القرى، واصطياد عدد من سكانها ونقلهم للسواحل الافريقية، حيث تنتظرهم السفن الأوروبية لعقد الصفقات.

وكان يتم نقلهم في قاع السفن، مكبلين بالحديد فيموت منهم الكثير قبل وصولهم إلى مقصدهم. أما من بقي على قيد الحياة منهم، فقد عاش في ظروف معيشية لا إنسانية وقاسية جداً، حيث منعوا من التعليم لحرمانهم من التحرر الفكري، كما حرموا من العلاج الطبي إلا من قبل أقرانهم ممن هم على علم بأساليب العلاج الإفريقي، حتى أنهم منعوا من ممارسة شعائرهم الدينية، وقد أجبر بعضهم على التنصر. وتؤكد أغلب الوثائق التاريخية المحفوظة في متاحف البرازيل، أن معظم الأفارقة الذين جيء بهم كعبيد هم من المسلمين، وقد كانوا يقرأون القرآن باللغة العربية. واستمر رجال الدين منهم في تعليمهم مبادئ الدين الإسلامي. وقد استخدمت ضد العبيد بسبب تمردهم، أو حتى دون سبب في بعض الأحيان، عقوبات وحشية من قبيل الجلد والحرق والتشويه، بالإضافة للاعتداء الجنسي.

في ظل هذه الظروف القاسية، بدأ بعض العبيد يلجؤون للهرب في الغابات والأدغال. ويعملون على بناء مجتمعاتهم الخاصة بهم، والتي أطلق عليها اسم “أحراش الزنوج”، من أجل التمرد على السيد الأبيض. واندلعت بينهم وبين البرتغاليين معارك كثيرة، كان فيها على الأغلب الانتصار للأقوى، وهم الأسياد البيض بالطبع، وذلك بسبب توفر الإمكانيات العسكرية لديهم. وفي بالماراس إحدى هذه المستوطنات التي بناها العبيد، ولد بطلنا جانجا زومبي، وكبر ليحولها لمملكة تقف في وجه الاستعمار والاستعباد البرتغالي.

كانت بالماراس والتي تقع حالياً في ولاية ألاغواس في البرازيل، عبارة عن عدة مدن محصنة يقطنها ما يقارب 30 ألفاً بحسب بعض التقديرات، أغلبهم من دولتي أنغولا والكونغو الأفريقيتين، ثم انضم إليهم عدد من الهنود وهم السكان الأصليين، وبعض البيض الفقراء. وكانت بالماراس ذات تنظيم سياسي مشابه لممالك أفريقيا النائية، حيث طبقت قوانينها الخاصة، وأقامت نقاط حدودية، وتكلموا لغتهم الخاصة، وأنجبوا الكثير من الأطفال، والذين شكلوا نواة لحركات التحرر في البرازيل فيما بعد.

وقد عاشت بالماراس اكتفاء ذاتي قل نظيره. حيث اعتمدت في اقتصادها على نظام المقايضة مع المستوطنات المجاورة، خصوصاً في السلع الزراعية. فقد قاموا بزراعة التبغ، والفاصولياء، وقصب السكر، والبطاطا. كما قاموا بتربية الدجاج وبعض المواشي، والتي استبدلوها بالسلع المصنعة من جيرانهم. كما فرضت الضرائب من أجل الخدمة الاجتماعية، وفرضت عقوبات منظمة للحياة اليومية، مثل فرض عقوبة الإعدام على الزنا والسرقة. وأسسوا جيشاً قوياً منظماً، وأقاموا الأبراج العالية من أجل الدفاع عن أنفسهم ضد أي هجوم.

ولد زومبي حراً في بالماراس عام 1655 (هناك اختلاف بين المؤرخين على سنة ولادته)، كان خاله زومبا هو قائد المستوطنة، وخاض عدة حروب مع المستعمر البرتغالي شارك فيها زومبي الشاب، إلى أن عقد زومبا معاهدة مع البرتغاليين، تنص على تحرير العبيد الهاربين إلى بالماراس، مقابل أن تخضع للسلطة البرتغالية. فما كان من زومبي الشاب إلا أن رفض هذه الاتفاقية وقاد انقلاباً على خاله، الذي قيل انه مات مسموماً فيما بعد على أيدي أتباعه الرافضين للمعاهدة.

قاد زومبي بالماراس وحارب البرتغاليين سنين طويلة، ودعا إلى اتباع العقيدة الصحيحة، وعاشت بالماراس في عهده أزهى أيامها. وتوسع في عصره المد الإسلامي في البرازيل. فقد ساهم في تنوير مواطنيه بالشريعة الاسلامية الحقة، وشجع رجال الدين على نشر الوعظ والارشاد بينهم، وعمل على تذكيرهم بأصولهم الاسلامية. ومن ثم أعلن عن قيام “دولة البرازيل الإسلامية”.

وهكذا بدأت معارك زومبي ضد البرتغاليين والتي امتدت لفترة طويلة بين عام 1678 وعام 1694. وتوالت انتصاراته فاحتل أكثر من 20 موقعاً من ولاية باهاية البرازيلية، وضمها لدولته الوليدة. لكن كثرة الحملات التي قام بها البرتغاليين تسببت في ضعف دولته، إلا أن ذلك لم يثنه عن متابعة المقاومة. حتى بعد أن أصيب في إحدى معاركه الأخيرة إصابة بليغة في قدمه، وسقطت بعدها بالماراس.

سميت عاصمة زومبي بـ”ماكاكوس” وتعني بالبرتغالية القرود، ويعتقد انها سميت بذلك بقصد السخرية من قبل المستعمر البرتغالي. نظراً لأن معظم أخبار زومبي ودولته بالماراس وصلت إلينا من خلال أعدائهم البرتغاليين. وكانت ماكاكوس محصنة بجدار طيني متين مما دفع بالسلطات الاستعمارية إلى استخدام المدافع لاقتحامها، وهو ما نجحوا فيه بالنهاية بعد أن قاومت طويلاً.

وفي 20 تشرين ثاني من عام 1695، تم القبض على زومبي نتيجة خيانة أحد أتباعه، والذي تم تهديده بالقتل إن لم يبلغ عن مكان قائده. قتل جنجا زومبي بعد أن اعتقل، وقطع رأسه وأعضاؤه التناسلية، كما تم التمثيل بجثته، ومن ثم تم عرضها في المدن الكبرى لتخويف كل من تسول له نفسه بالثورة على المستعمر.

استمرت الإبادة لكل مواطني بالماراس لمدة تجاوزت العقدين من الزمن، فقتل منهم من قتل، وتم أسر وبيع بعضهم الآخر، وذلك لمنع أي محاولة للم شملهم من جديد. وتلا ذلك حملة واسعة لتجويع العبيد، وأكبر عملية سلب ونهب سجلت في تلك الفترة. كما دُمِّرت وفُقِدت كل الوثائق المتعلقة بالحركة الثورية التي قادها زومبي في البرازيل، إما سهواً أو عمداً، لذا فإنَّ كل ما وصل لنا من أرقام عبارة عن تقديرات، فقد تلاحظ اختلاف الأعداد والتواريخ من كاتب لآخر، بسبب افتقارنا إلى احصاءات دقيقة.

لم تكن ثورة زومبي هي الثورة الوحيدة في تاريخ البرازيل ضد المستعمر، قام بها المسلمون وغيرهم طوال قرون، إلا أنها قُمعت بوحشية وتم اخمادها واجبارهم على ترك دينهم، وتغيير أسماءهم. إلا أن زومبي كان أكثرهم شهرة نظراً لقوة وامتداد ثورته، فقد أصبح شخصية تاريخية عظيمة في تاريخ البرازيل، كما صنعت الأفلام حوله في السينما البرازيلية، وله تمثال من البرونز لتخليد نضاله الطويل.

جاء قرار منع الرق في البرازيل عام 1888 متأخراً، بعد أن بذلت الكثير من الأرواح لنيل هذه الحرية، وبعد أن نسي الكثير من أحفاد هؤلاء الأفارقة الأبطال هويتهم الإسلامية. تحتفل البرازيل في 13 أيار من كل عام بيوم الوعي الأفرو-برازيلي. ولكن البرازيليين من أصول افريقية يصرون على الاحتفال به يوم 20 تشرين ثاني، لإحياء ذكرى زومبي ومقاومته البطولية للاستعمار والعبودية .

ملاحظة : صراحة استخدمت الانترنت وحابب ان اقدمها لكم لانكم لا تقرؤن في الانترنت الا القليل فأحببت ان اطول هذه المعلومات من الانترنت حاليا واتمنى انكم سوف تستوعبون ما اقدمه لكم فسوف اقدم لكم انا 3 ابطال في تاريخنا . فأكمل القراءة

5

القائد بربروسا

سجل الدولة العثمانية حافل بالأبطال الأشداء الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل الله والوطن لرفع الظلم عن المسلمين الذين عانوا الويلات من الجيوش الصليبية أثر سقوط الخلافة العباسية مروراً بعهد المماليك والفاطميين حيث بقيت حالة الفوضى وعدم الاستقرار في العالم الإسلامي حتى بداية نهوض الدولة العثمانية سنة 678 للهجرة، البطل الذي تدور حوله قصتنا هو القائد فخر الدين بربروسا “ذو اللحية الحمراء” والذي سعت السينما الغربية إلى تشويه صورته بشكل كبير عبر العديد من الأفلام التي انتجتها هوليود والتي أظهرته على أنه قرصان شرير يجوب البحار.

لدرجة لو ذكرنا اسم بربروسا لدار في مخيلتنا صورة ذلك القرصان أعور العينين ذو القدم الخشبية واليد الحديدية، متناسين سيرة ذلك البطل المسلم الذي خاض العديد من الحروب العظيمة ضد الجيوش الصليبية والتي كانت تخوض حروب مقدسة برعاية الكنيسة الكاثوليكية ضد المسلمين خلال العصور الوسطى وقد ذاع صيته أبان حكم السلطان العثماني سليم الأول بعد نجاحه بالعديد من المهمات التي كلفه بها والتي سنتحدث عنها في هذا المقال حيث يعتبر أبرزها انقاذ مسلمي الأندلس من محاكم التفتيش الإسبانية إثر سقوط دولة المسلمين في الأندلس وصولاً إلى إنقاذ فرنسا عقب سقوط ملكها فرانسوا الأول بقبضة شارلكان ملك إسبانيا والعسكرة داخل ميناء طولون الشهير المطل على البحر الأبيض المتوسط .

 

القائد خير الدين بربروسا.. ولادته ونشأته

ولد خضر بن يعقوب ٱغا أو ما بات يعرف بلقب خير الدين بربروس سنة 1478 للميلاد في جزيرة لسبوس اليونانية أو ما تعرف باسم مدللي التابعة لولاية الأرخبيل أبان حكم الدولة العثمانية، كان والده انكشارياً نسبة لعمله مع الفرقة الانكشارية وهي فرقة عسكرية من جنود المشاة العثمانية عُرِفت بالقوة وشدّة البأس من فاردار، في حين كانت والدته “كاتالينا” مسيحية تقول بعد المصادر أنها أرملة لقس نصراني، وله أربعة إخوة أكبر منه هم إسحاق، وعروج، وإلياس، ومحمد، وقد نشأوا نشأة إسلامية قويمة فعكف أحد أشقائه إلى تعلم القرآن الكريم ودراسة علوم الدين، في حين كان لخير الدين بربروسا ولع كبير بركوب البحار فأقتنى وأخيه عروج مراكب بحرية وعملوا بالتجارة قبل دخولهم الميدان العسكري.

إنجازاته وحروبه

لدى القائد بربروسا سجل حافل من الإنجازات والانتصارات التي دونها التاريخ بماء من ذهب على الرغم من اختلاف العديد من المؤرخين في ذلك على اختلاف توجهاتهم، ومن ابرز المعارك التي خاضها فتح الجزائر وتأمينها من هجمات الإسبان مروراً معركة بروزة البحرية التي انتصر فيها على الاسطول الأوربي المؤلف من 600 قطعة بحرية وأسر ما يزيد عن 3000 آلاف مقاتل دون خسارة أي قطعة عثمانية وصولاً لحصار نيس و العسكرة داخل ميناء طولون، بينما الحدث الأكبر بحياة بربروسا بنظر الكثيرين تلبية نداء الأندلسيين المسلمين لإنقاذهم من حملات الإبادة الإسبانية، حيث كان لبربروسا موقف مشرف تجاه مسلمي الأندلس الذين كانوا يعانون من الاضطهاد والتميز العنصري في أقسى صوره على يد الكنيسة الكاثوليكية واتباعها إثر سقوط دولة الأندلس الإسلامية سنة 897 للهجرة الموافق لسنة 1492 للميلاد، حيث اعتمدت مبدأ التطهير العرقي للقضاء على المسلمين فيها، وذلك بعد أن أعطى ملك اسبانيا فريداند وزوجته ايزابيلا وعود كثير لملك الاندلس محمد الثاني عشر قبل استسلامه بعدم التعرض للمسلمين.

وسرعان ما نكث الإسبان بالعهد وبدأت للكنيسة الكاثوليكية بفعل ما تشاء بحق مسلمي الأندلس الذين سقتهم الويلات، فقد عمدت إلى قتلهم وتعذيبهم داخل معتقلات مظلمة تحت الأرض عرفت بمحاكم التفتيش، والتي بدورها بدأت بارتكاب الفظائع والجرائم التي لا تعد ولا تحصى بحق المسلمين، من قتل جماعي وتشريد واعتقال، ويذكر المؤرخين بأن محاكم التفتيش أجبرت آلاف الأندلسيون على ترك الإسلام والدخول بالدين النصراني، كما أجبرتهم على حرق ما يملكونه من نسخ للقرآن الكريم والكتب الإسلامية والعربية بمختلف المجالات، والتي كانت تعتبر بمثابة كنزٍ لا يقدر بثمن يتفاخر به الأندلسيون، آلاف المسلمين قتلوا أثناء الحملات الكاثوليكية في حين نجح آخرون بالهروب إلى دول شمال إفريقيا والقسم الأكبر منهم بقي عالقاً تحت رحمة محاكم التفتيش العنصرية.

في هذه الأثناء كانت عروج بربروسا شقيق القائد خير الدين قد ذاع صيته في البحار وبدأت دولته الفتية التي اسسها في الجزائر تنمو وتتوسع بشكل ملحوظ، لاسيما بعد نجاحه بطرد الاسبان من السواحل التي احتلوها شمال إفريقيا كما نجح بضم مصر إلى دولته وبعث برسالة للسلطان العثماني سليم الأول يعلن فيها عن ولائه وطاعته لدولة الخلافة العثمانية.

عندها استشعر الاسبان خطر الدولة الفتية فأعدوا حملة ضخمة مكونة من 15 ألف مقاتل للقضاء عليها، وبالفعل تمكنوا من التوغل داخل الجزائر وحاصروا مدينة تلمسان التي كان يتحصن فيها الحاكم عروج وتمكنوا من قتله برفقة شقيقه إلياس سنة 1518 للميلاد، فأقترح وجهاء الجزائر على القائد فخر الدين خلافة شقيقه الأكبر وأصبح بذلك حاكماً لولاية الجزائر العثمانية.

على أثر ذلك طلب السلطان سليم الأول من بربروسا إنقاذ مسلمي الأندلس فأبحر من أقصى الشرق في تركيا إلى أقصى الغرب في الأندلس لمحاربة الجيوش الصليبية (الإسبانية، والبرتغالية، والإيطالية، وسفن القديس يوحنا). وبالفعل نحج في اختراق حصون الصليبين والسيطرة على مدن غرب الأندلس، و تمّ نقل 70 ألف مسلم أندلسي في أسطول مؤلف من 36 سفينة، في سبع رحلات في عام 1529، وتم تأمينهم في الجزائر وتوطّنوا فيها.

التحالف التركي الفرنسي

بعد أن انتصر إمبراطور الإمبراطورية الرومانية وملك إسبانيا شارلكان على ملك فرنسا آنذاك فرانسوا الأول وأسره إثر معركة بافيا سنة 1525 للميلاد وإجباره على توقيع اتفاقية مدريد المذلة للفرنسيين والتي قدوا فيها الكثير من التنازلات لصالح الإسبان، بعث فرانسوا الأول برسالة استغاثة للسلطان العثماني آنذاك سليمان القانوني يطلب فيها منه إنقاذه من عدوهم المشترك شارلكان، وجاءه الرد على طلبه من السلطان العثماني سليمان القانوني برسالة مطولة مما جاء فيها، بعناية حضرة عزة الله جلّت قدرته وعلت كلمته، وبمعجزات سيد زمرة الأنبياء، وقدوة فرقة الأصفياء محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم الكثيرة البركات، وبمؤازرة قدس أرواح حماية الأربعة، أبى بكر وعمر وعثمان وعلى، رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، وجميع أولياء الله.

أنا سلطان السلاطين وبرهان الخواقين، أنا متوج الملوك، ظلّ الله في الأرضين، أنا سلطان البحر الأبيض والبحر الأسود والبحر الأحمر والأناضول والروملّى وقرمان الروم، وولاية ذي القدرية، وديار بكر وكردستان وأذربيجان والعجم والشام ومصر ومكة والمدينة والقدس وجميع ديار العرب والعجم وبلاد المجر والقيصر وبلاد أخرى كثيرة افتتحتها يد جلالتي بسيف الظفر ولله الحمد والله أكبر.. أنا السلطان سليمان بن السلطان سليم بن السلطان بايزيد.. إلى فرانسيس ملك ولاية فرنسا.

وعلى اثر ذلك تم عقد تحالف مشترك بين فرنسا والدولية العثمانية على الرغم من اعتراض الكنيسة وتسميته من قبل الكاثوليك بالتحالف الأثيم، لكن لملك فرنسا كان له رأي آخر فقد وقع خيار فرانسوا في طلبه للنجدة على السلطان العثماني لكثير من الأسباب أهمها أن الدولة العثمانية في ذاك الزمان كانت تعتبر أقوى دولة في العالم وكانت بأوج ازدهارها إبان حكم السلطان سليمان القانوني والذي لقبه الغرب بسليمان الرائع، لذلك كأن يأمل بتحقيق الكثر من المكاسب على حساب الإسبان.

وفي عام 1543 أمر السلطان العثماني سليمان القانوني القائد خير الدين بربروسا بالإبحار إلى فرنسا بأسطول قوامه 100 سفينة و30 ألف جندي لمساعدة الفرنسيين بتحرير مدينة نيس من أساطير دوقية سافوي الموالية لشارلكان، وقد نجح بربروسا من تحرير المدينة والانتصار على جيوش الرومان والإيطاليين. وإثر هذا الانتصار العثماني الكبير عرض ملك فرنسا على بربروسا إقامة قاعدة عثمانية في ميناء طولون الفرنسي المطل على البحر الأبيض المتوسط لحماية فرنسا من هجمات الإمبراطورية الرومانية مقابل مساعدة العثمانيين بتحرير تونس، وقد قبل بربروسا العرض بعد أخذ موافقة السلطان العثماني وسرعان ما تحولت مدينة طولون إلى مركز عسكري ضخم للحملات العثمانية، واستمر التحالف العثماني الفرنسي ما يقارب ثلاثة قرون حتى إقدام نابليون على مهاجمة مصر والتي كانت تعتبر إحدى أراضي الدولة العثمانية منطلقاً من ميناء

طولون نفسه الذي قدمه فرانسوا الأول للعثمانيين من أجل حماية فرنسا من الخطر الروماني.

6

القائد عمر المختار

مجاهد ليبي قاوم الغزو الإيطالي لبلاده فقاد ضده مئات المعارك ما بين 1911-1931، أسره الإيطاليون وعقدوا له محاكمة صورية قضت بإعدامه شنقا. لقبه الليبيون بـ”شيخ المجاهدين”، واستلهموا دوره وبطولته في ثورتهم على نظام  العقيد الراحل معمر القذافي 2011.

المولد والنشأة


ولد عمر بن المختار بن عمر المنفي عام 1862 في قرية جنزور (منطقة الجبل الأخضر ببرقة) شرقي ليبيا لأسرة تنتمي إلى قبيلة “المنفة”. توفي والده حاجّاً بمكة، فتولى الشيخ حسين الغرياني (شيخ زاوية جنزور السنوسية) رعايته بوصية من أبيه، فأدخله مدرسة القرآن الكريم بالزاوية.

الدراسة والتكوين


التحق عمر المختار بمعهد واحة الجغبوب التي كانت آنذاك عاصمة للدعوة السنوسية شرقي ليبيا، فدرس فيه -مدة ثماني سنوات- العلوم الشرعية من فقه وحديث وتفسير.

وقد تميز بثقافة دينية عميقة وبشخصية قيادية عززتها نشأته في الصحراء حيث خبر القبائل وحروبها، وتعلم وسائل فض الخصومات البدوية، كما أصبح ماهرا بمسالك الصحراء.

التوجه الفكري


تربى عمر المختار منذ صغره على مبادئ الدعوة السنوسية ذات المنزع العلمي الجهادي، وهو القائل في ولائه لها: “إن قيمتي في بلادي -إذا ما كانت لي قيمة أنا وأمثالي- مستمدة من السنوسية”.

الوظائف والمسؤوليات


شق عمر المختار طريقه نحو الزعامة مبكرا حين حاز ثقة مشايخ الدعوة السنوسية، فأسند إليه محمد المهدي السنوسي (شيخ الدعوة) مشيخة “زاوية القصور” بالجبل الأخضر 1897.

واختاره ليرافقه إلى تشاد لما قرر نقل قيادة الزاوية السنوسية إليها 1899، ثم عُين شيخا لزاوية عين كلكة هناك فساعد في نشر تعاليم الإسلام بتلك المناطق، ثم عاد إلى الجبل الأخضر سنة 1906 فتولى مجددا مشيخة “زاوية القصور”، وفيما بعد أصبح قائدا لمعسكرات السنوسية بالجبل الأخضر.

المسار الجهادي


شارك عمر المختار أثناء وجوده بتشاد في المعارك التي خاضتها كتائب السنوسية 1899-1902 ضد الفرنسيين الذين احتلوا المنطقة، وكانت لا تزال وقتذاك ضمن الأراضي الليبية.

وفي سنة 1908 دُعي للمشاركة في المعارك بين السنوسيين والقوات البريطانية على الحدود الليبية المصرية.

وفي 29 سبتمبر/أيلول 1911 أعلنت إيطاليا الحرب على الدولة العثمانية التي كانت ليبيا حينذاك جزءا منها، وبدأت السفن الحربية تقصف مدن الساحل الليبي.

يومها سارع عمر المختار بالعودة إلى “زاوية القصور” لتنظيم حركة الجهاد ضد الغزاة الإيطاليين، فشارك في معركة السلاوي أواخر 1911.

وتولى قيادة “المجلس الأعلى” للعمليات الجهادية الذى أدار أعظم المعارك في التاريخ الليبي مع المحتلين الإيطاليين، خاصة بعد انسحاب الأتراك من البلاد 1912 بموجب معاهدة لوزان التي تخلوا فيها لإيطاليا عن ليبيا.

وقد ألحق المجاهدون -بقيادة عمر المختار- بالغزاة هزائم مريرة، فقتلوا مئات الضباط والجنود، وخاضوا مئات المعارك في حرب استمرت عشرين سنة.

ولما انسحب السنوسيون من ليبيا إلى مصر 1922، ظلت الحرب قائمة بقيادته، وعندما حاصره المحتلون سنة 1926 في الجبل الأخضر لجأ إلى حرب العصابات فأجبرهم على طلب مفاوضته سنة 1929، لكنه رفض مطالبهم بوقف القتال والخروج من البلاد واستأنف قتالهم.

وفي إحدى المعارك سنة 1931 وبعد يومين من القتال المستميت وقع عمر المختار أسير في يد الإيطاليين.

وقد سجل التاريخ كلماته الأخيرة قبيل إعدامه عندما قال للضابط الإيطالي الذي كان يحقق معه: “نحن لا نستسلم.. ننتصر أو نموت، وهذه ليست النهاية، بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه، أما أنا فإن عمري سيكون أطول من عمر شانقي”.

استلهم الليبيون في ثورة 17 فبراير/شباط 2011 -وفي الذكرى المائة للاحتلال الإيطالي- تجربة عمر المختار الجهادية، فأطلقوا اسمه على جماعات مشاركة في المظاهرات الشعبية، ثم على ألوية عسكرية قاتلت كتائب العقيد الراحل معمر القذافي، كما ضمّنوا عَلمه الأسود ذا النجمة والهلال في علم الدولة بعد نجاح الثورة.

وفي سبتمبر/أيلول 2008 انحنى رئيس الوزراء الإيطالي وقتها سيلفيو برلسكوني أمام محمد نجل عمر المختار معتذرا عن فظائع بلاده بحق الشعب الليبي، وقورنت صورة انحائه ذلك بصورة التقِطت لعمر المختار مكبلا بالأغلال قـُبيل إعدامه.

وقد وُثقت قصة كفاح المختار في فيلم شهير للمخرج مصطفى العقاد بعنوان “أسد الصحراء”، أنتج سنة 1981 وأدى فيه الممثل أنتوني كوين دور عمر المختار.

الوفاة


تمكن الإيطاليون من أسر عمر المختار يوم 11 سبتمبر/أيلول 1931 بعد اشتباك مع قواته، وقدموه لمحاكمة عسكرية صورية في بنغازي حكمت عليه بالإعدام شنقا، فنفذ فيه الحكم -أمام آلاف الليبيين- صباح يوم 16 سبتمبر/أيلول 1931.

وهكذا انهيت هدفي في كتابي اقرؤا واقرؤا يا امة القراءة اعلموا عن تاريخكم وابطالكم لتحيا فلسطين دائما ارجوكم ان تقرؤه كله لتستفيدوا واقرؤا المزيد من أبطالكم فهم قدوتكم لا تدعوا الفرنسيون يأخذونك الى : سبايدرمان والسندباد وعلي بابا ….
اعلموا جيدا ان هذه الأشياء ابدا لن تستفيدوا منها أبدا اقرؤا ثم اقرؤا ثم اقرؤا

وهكذا انهيت كلامي لليوم

7
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

Ad Remove Ads [X]
Skip to content