المشروع النهائي لمساق الكتابة الإبداعيّة- 2022

“ضيفٌ على العالم”

في هذا الكتاب سيتم عرض مشروعي النهائي لمساق الكتابة الإبداعية

أتمنّى أن ينال هذا الكتاب إعجابكم

مرفق خريطة مفاهيم حول ورشة الكتابة الإبداعية

 مهمّة رقم 1: ورشة الكتابة الإبداعيّة 

تعريف الورشة وسيرورتها

ورشة الكتابة الإبداعيّة حَلقة مؤلفة من مجموعة من الأشخاص، يهدفون إلى تطوير ملكتهم في الكتابة الإبداعيّة. عمل هذه الورش، لا يعتمد على دروس في الأدب أو تاريخ الرواية وأنواعها بالمعنى التقليدي، بل تعتمد في أغلبها على حصص في التعبير الكتابي والشفوي، وتبادل الآراء والتجارب في جو من المرح والتفاعل بين المشاركين، كشرط أساسي لإثارة الإبداع الفكري لديهم. المرشد لا يلبس ثوب «الأستاذ» المحاضر بل إنه يشارك في النقاش مثل غيره ويكتفي بتوجيه النقاش، إذا استلزم الأمر دون فرض رأيه. كذلك يكون العدد محدودًا (ما بين 10-15 شخصًا) لكي يتسنّى لكل شخص تنمية قدراته الذاتيّة والفرديّة في الكتابة الإبداعيّة.

الكتابة تستهوي الجميع، والورش مفتوحة أمام أي شخص يهوى الكتابة ويريد إتقانها.

مرفق شريط مصوّر من الحقل في مدرسة ثانويّة تستخدم هذه الاستراتيجيّة في تنمية الكتابة الإبداعيّة والإلقاء

أهداف ورشة الكتابة الإبداعية

* محاضرات نظرية في أنواع الكتابة:  الإلمام بأنواع الكتابة الإبداعيّة؛ كالقصة القصيرة والرواية

والخواطر وغيرها من الأنواع الأدبية.

*تطوير الأنا الكاتب: إطلاق الطاقات الإبداعية عن طريق تحفيز المشاعر والأحاسيس الكامنة في اللاوعي.

*تمكين شرائح في المجتمع: تشريح النفس الإنسانية والنظر بعمق لما في أعماق النفس من انفعالات ومشاعر ومحاولة التعبير عنها.
* تعزيز العمل الجماعيّ: التعاون بين المتدربين لمشاركة نصوصهم ومشاعرهم وكتابة نصوص مشتركة.

*الاستفادة من تجارب  كبار الكتّاب ومحاولة تقديم قراءة نقدية لها.

 الفعاليات والمراحل مُقترحة

 :”الفعاليّة الأولى: “محاكاة الأديب

الهدف – أن يكتب الطالب بطريقة المحاكاة/تقليد كاتب مشهور من أجل صقل مواهبه الكتابيّة (الكاتب يكون ملهم للطالب).

السّيرورة – أولًا نطلب من الطالب قراءة نصوص مختلفة لكتّاب/شعراء ثم نعطي الطالب قائمة لأدباء يختار منهم كاتب/شاعر ومن ثم يقرأ قصص/شعر لهذا الكاتب/الشاعر ويجب أن يقرأ عدّة نصوص له ثم يسجل ألفاظ هذا الأديب.

ثانيًا: نطلب كتابة نص جديد ويستعمل الطالب فيه العبارات والألفاظ التي دوّنها لديه من كاتبه المفضّل مع إمكانية تقمّص دور هذا الكاتب/الشاعر بالألقاء.

ممكن تمرين آخر أن نطلب من الطالب استبدال الأفكار بأفكاره الخاصّة وخياله هو.

“الفعاليّة الثانيّة: “توظيف العاطفة والخيال

الهدف تعويد الطلاب على توظيف العاطفة والخيال في النّصّ الأدبي

 أولًا نطلب من الطلاب احضار صورة تعني له ومهم أن يكون بها شخصيّات..

ثانيًا: عصف ذهني كل طالب يتحدث عن اهم الافكار والمشاعر والمضامين التي يشعر بها تجاه .

الصورة ومن المهم تسجيل هذه الافكار على اللوح (هنا لدينا عاطفة وخيال)

ثالثًا: نطلب كتابة من وحي هذه الصورة يعني ممكن أن يكتبوا قصة/سيرة ذاتية… نوع النص  غير إلزامي

الفعاليّة الثّالثة: تطوير وتنمية الثّروة اللّغويّة

الهدف: تجميع مفردات وقاموس لغوي لدى الطلاب

أولًا: اعطاء الطالب قائمة فيها مجموعة كلمات متفرّقة بحيث أن يكون فيها ايحاء أدبيوممكن تسجيل حكم وأمثال ليس فقط كلمات

مثل: أمل حضور غيب ألم أبيض أسود طريق شرفة حنين

ثانيًا اجراء عصف ذهني مثل ما الذي لفت انتباهك بالورقة؟ اعطوني جملة أدبية…

ثالثًا كتابة نص جديد فيه اكبر عدد كلمات ممكن من الثروة اللغوية وليس بالضرورة كل الألفاظ

العصف الذّهني (Brain Storming)

ابتدع عالم الإبداع “أوسبورن” Osborn أسلوب العصف الذّهني بشكله المعروف اليوم سنة 1983،  وقد عرّفهُ  بأنّه أحد أساليب المناقشة الاجتماعية، الذي يشجّع بمقتضاه أفراد المجموعة على توليد أكبر عدد ممكن من الأفكار المتنوّعة والمبتكرة بشكل عفوي تلقائي حرّ، وفي مناخ مفتوح غير نقدي لا يحدّ من إطلاق هذه الأفكار التي تمثّل حلولا للمشكلة ومن ثمّ اختيار المناسب منها”. ورأى أنّه أسلوب ينشّط التّفكير الإبداعي، ويساعد على إتمام عملية الإبداع بشكل أكثر كفاءة.

وتقوم فلسفة العصف الذّهني على مبدأين أساسيّين أشار إليهما ألكيس أوسبورن:

المبدأ الأول: أهمية تأجيل الحكم على الأفكار المنبثقة من أعضاء جلسة العصف الذهني، وذلك في صالح تلقائية الأفكار وبنائها، فإحساس الفرد بأنّ أفكاره ستكون موضعا للنقد منذ ظهورها، يكون عاملا كافّا عن إصدار أفكار أخرى. وهذا يساعد على كثرة الأفكار المطروحة وتنوّعها، وبالتّالي يمكن أن تنجح أفكار قد تبدو لصاحبها أنّها لا قيمة لها، ولكنّها في الواقع قد تكون جيّدة، وبخاصّة إذا استخدمها أشخاص آخرون كمفتاح لفكرة أخرى، أو حلّ آخر للمشكلة.

المبدأ الثاني: الكم يولّد الكيف: يهتمّ الباحثون في هذا المجال بكمّ الأفكار المطروحة في جلسات العصف الذّهني، إيمانا منهم بأنّ هذا الكمّ يؤدّي إلى تنوّع الأفكار، وبالتّالي إلى جدّتها وأصالتها ، وهو ما يتيح للمشاركين في هذه الجلسات أفقا أوسع، وبيئة خصبة لتوليد الأفكار الجديدة الأصيلة، ممّا يؤدي في النّهاية إلى نتاج أفكار ذات نوعية أكفأ وأدقّ وأكثر تبلورا، وهذا لا يمكن التوصّل إليه من خلال الأفكار المحدودة.

 مهمّة رقم 2 : “بحث مصغّر “العلاقة بين الحزن/المشاعر السلبيّة والكتابة الإبداعيّة

الكتابة الإبداعيّة عن التّجارب القاسية الّتي يمر بها الإنسان كالحزن، يمكن أن تكون طريقة جديدة للتّواصل مع الآخرين لتعبّر عن مشاعره المعقّدة، أو ما يصعب عليه قوله مباشرةً، كما تحفّز النّاس أيضًا على اختيار الكلمات والاستعارات والمجازات لتصوير ما يحاولون إيصاله، وبهذا سيزيد الوعي واحترام الذّات، فضلًا عن تحسين الصّحة النّفسيّة. وهكذا يمكن للاكتئاب والحزن أن يحفّزا الإبداع لأنّ النّاس غالبًا ما يصبحون أكثر حساسيّة للفن عند تعرّضهم لمشاعر قويّة…

“للألم “طاقة” عالية جامحة، الكثير من البشر يفرّغونها في التّأوه ولكن من يستطيع “ترويض” الألم، سيحمله إلى آفاق واسعة من الإبداع، فنظرة سريعة للمبدعين من الأدباء والعلماء بل وقـادة الشّعوب ومن شابههم، ستجد أنّ بداخلهم “ألمًا” ما يحـرّكهم في اتّجاه تحقيق آمالهم، لسبب بسيط أنّهم لم ينسوا آلامهـم، بل استخدموها في إشعال وتشغيل محرّكاتهم بالطّاقة القصوى!” (د. محمود قطر)

لو رأينا الكتّاب المبدعين حول العالم سنجد أنّهم غالبًا عبّروا عنه بوقت حزين

مكيافيلي عندما كتب كتابه الشهير ” الأمير ” كان يعيش وحيدا عندما طرد مذلولًا من عائلة “ميديتشيي” التي كانت تحكم فلورنسا.

وأيضا علي بيغوفيتش رئيس البوسنة والهرسك عندما كان في السّجن أبان الحكم الشّيوعي اليوغسلافي، كتب كتابه ” الإسلام بين الشرق والغرب “

وأيضًا كتّاب عرب فأول رواية فنية عربيّة، مملوءة بالحزن وهي رواية “زينب” لمحمد حسين هيكل والتي تصور واقع الريف المصري فی تقاليده القاسيّة وطبيعته الحزينة.

وأما رواية طه حسين “الأيام” فتصور البؤس والشقاء الذي عاشه طه حسين في طفولته…

وفي الشّعر مثل أبو قاسم الشابي، إبراهيم ناجي وغيرهم الكثير..

وهناك الكثير من المبدعين حول العالم الذين غم الحزن قلوبهم وأبدعوا بأقلامهم. ويظل السّر في روعة أنغام الحزن وانتصاره على طبول الفرح.. هو ما أودعه الله في الإنسان من حاجته إلى الحزن!

طرق يؤثر فيها الاكتئاب والكتابة الإبداعيّة على بعضهما البعض.

• الأشخاص المصابون بالاكتئاب هم محلّلون شاملون

حالة القلق والحزن تجعل الناس أكثر انتباهًا وتوجّهًا نحو التّفاصيل، وهو العنصر المكوّن للفن عالي الجودة. وبالتّحديد، نتذكّر جميعًا المواقف السّيئة بدقّة أكبر من الأوقات الجيدة. عندما يواجه المبدعون أحداثًا مرهقة في الحياة، فإنّهم يميلون إلى التّفكير فيها كثيرًا خلال الأوقات الأكثر هدوءً، لذلك يأتون بأفكار جديدة في النّهاية.

قال إسخيلوس: وهو أحد أفضل الكتاب في اليونان القديمة، في مقولته الشّهيرة: “تأتي الحكمة وحدها من خلال المعاناة”. ربما تكون هذه هي أفضل طريقة لوصف تأثير الاكتئاب على الشّعراء والأدباء والرّسامين وغيرهم من الفنّانين. المعاناة التي تضطرّهم إلى النّظر في أعماق أرواحهم هي الّتي تأتي بفنّهم.

• يفكّر الأدباء المبدعون في كثير من الأحيان

إنّها حقيقة معروفة أنّ الأدباء المبدعين يفكّرون في كثير من الأحيان أكثر من غيرهم من الأفراد. بالنّسبة لهم، فإن الشّعور بالقلق والاكتئاب يستمر لفترة أطول من المعتاد لأنّهم لا يريدون التّخلي عن أي مشكلة قبل أن يتوصلوا إلى نتيجة مفيدة.

ومع ذلك، هذا غالبا ما يكون من المستحيل تحقيقه. فكّر فقط في مشاكل مثل الحرب أو الفقر وسترى أنه لم يتمكّن أحد من حل هذه المشاكل. هذا هو السبب في أن الأفراد المكتئبين يستمرون في اجترار النّقطة الّتي يعبّرون فيها عن أفكارهم في شكل بديل: قصيدة، رواية…

• يجبرنا الاكتئاب على التّحسن

وفقًا لأنصار التطور، فإن الاكتئاب ليس سوى طريقة طبيعية للجنس البشري لاكتشاف عيوبه والتركيز على تحسين هذه العيوب. عيوبنا تجعلنا غاضبين ومستعدين لفعل أي شيء للتخلص منها. بالنظر إلى الأمر من وجهة نظر الكاتب المبدع، يبدو أن الاكتئاب يجبر الفنانين على الاستمرار في المحاولة حتى يجدوا طريقة لحل المشكلات حتى لو كان بأسلوب معقد. إنهم ببساطة يواصلون العمل ويحاولون بشغف التعبير عن أفكارهم بطريقة أكثر كفاءة.

• الاكتئاب هو الدافع

لا أحد يستطيع العمل بشكل مثالي ٣٦٥ يومًا في السنة. لدينا جميعًا تذبذبات سلوكية وأحيانًا نشعر بالاكتئاب، لسبب معين أو بدونه. ولكن بمجرد اكتشاف طريقة احتضان هذا الشعور، يمكننا في الواقع استخدامه لاتخاذ إجراءات ملموسة في حياتنا الخاصة والمهنية.

هذه أيضًا طريقة عمل الأدباء المبدعين. يعانون لساعات أو أيام أو حتى شهور. ولكن بمجرد أن يتعلّموا كيفية التّعامل مع هذه المشاعر، فإنّهم يحصلون على الدافع والتّشجيع للنظر إليها من خلال العدسات الفنية. إنهم مستعدون للكتابة عنها بالنسبة لهم، الاكتئاب هو المصدر الأكثر شيوعًا للإلهام.

• الفن مصدر الراحة

هناك أمثلة لا حصر لها في تاريخ الثقافة والفنون وكلها تثبت شيئًا واحدًا – الفن هو الملاذ الآمن للمبدعين. على سبيل المثال: تعامل الروائي الأكثر تأثيراً في القرن العشرين فرانز كافكا مع عذابه النفسي. ومن ناحية أخرى، كان فينسنت فان جوخ يحارب نوبات الاكتئاب المتكررة والقلق. يُوفر الفن للأشخاص المصابين بالاكتئاب ملاذًا للاختباء من الألم والحزن اليومي. وبالتالي، طوَّر المبدعون طريقتهم لإخبار الناس أن هناك شيئًا خاطئًا للغاية في العالم الذي يعيشون فيه من خلال إنتاجهم الفني. وَيا لها من طريقة جميلة. (عمرو راضي)

فوائد الكتابة الإبداعيّة في حالة الاكتئاب والحزن

يمكن استخدام القلم والورقة أو الأجهزة الإلكترونية لممارسة الكتابة الإبداعية

• تساعد الكتابة على إخراج مخزون الأفكار والمشاعر، لذلك فهي وسيلة ممتازة لتحسين الصحة النّفسيّة بالنسبة للأشخاص الذين تعرّضوا لضغوط أو صدمات.

• الكتابة وسيلة مناسبة إذا كنت تعاني ضغوط نفسيّة ولا تستطيع تحديدها بدقة لكونها غامضة، لأن عدم وجود الدّعم الشّخصي والاجتماعي يعقد كثيرًا الوضع المسبب للضغط النفسي.

• تساعد الكتابة الإبداعية على تحسين الذاكرة والاسترخاء بعد معاناة الإجهاد طوال اليوم.

• تؤكد بعض الدراسات أن الكتابة لمدة 20 دقيقة عن أحداث مؤلمة؛ أثّرت في حياة الشخص بطريقة سلبية قد حسنت ذاكرة المريض كثيرًا.

• بالإضافة لذلك فهي تساعد في تنظيم الأفكار والتعبير عن المشاعر ومحاولة التذكر وتنشيط الذاكرة لمعرفة سبب الضغط النفسي الذي تعانيه.

• يمكن للكتابة الإبداعيّة أن تساعد المريض أيضًا على رؤية الأمور من منظور آخر وبالتالي الاستفادة من التجارب السّابقة.

• اكتشاف معانٍ جديدة من التّجارب الّتي خاضها سابقًا ورؤية الجانب المشرق من معاناته.

• تفتح له آفاقًا جديدة لمعرفة العديد من الحقائق عن شخصيته ونفسه وبيئته، وقد يكون من الصعب اكتشاف هذه الحقائق بدون الكتابة.

ومع أن هذه الفوائد قد لا تبدو كبيرة للوهلة الأولى، لكن الفوائد المحتملة للكتابة الإبداعية كعلاج نفسي تؤثر في الشخص تأثيرًا أكبر بكثير من كتابة اليوميات فقط.

الاضطرابات النفسية التي تعالجها الكتابة الإبداعية

وجدت دراسة نشرت في مجلة bjpsych advances أن الكتابة عن الأحداث المؤلمة أو المجهدة أو العاطفية حسنت الصحة النفسية والجسدية للأشخاص بعد أربعة أشهر من بدء العلاج الذي كان عبارة عن الكتابة عن أكثر التجارب التي آلمتهم لمدة زمنية من 15 إلى 20 دقيقة يوميًا لمدة أربعة أيام متتالية، لقد حدد الخبراء الاضطرابات النفسية التالية التي يمكن إجراء العلاج النفسي بالكتابة الإبداعية أن تساعد في علاجها 1:

• الخوف المفرط.

• الحساسية الزائدة.

• القلق.

• الإدمان.

• الاكتئاب.

• اضطراب الوسواس القهري.

• مشكلات التواصل.

• مشكلات العلاقات.

• اضطرابات الأكل.

• تقوية جهاز المناعة.

• نقص تقدير الذات.

• مشاعر الحزن واليأس.

• اضطراب ما بعد الصدمة.

• المشكلات النفسية المرتبطة بالأمراض المزمنة.

المصادر:

• عوض، م.(2017). الحزن كَمُكوّن إبداعي!. مجلة الرياض.

• عبدلله، أ.(2019). الموسوعة العملية والعالمية.

• سعد، ع.(2017). الانتقال من الحزن إلى الإبداع.

• مجلّة علم النفس والفلسفة والتفكير في الحياة.

• د. قطر، م. راضي، ع. (2020) مجلّة معلومة. “هل للألم جانب إيجابي؟“.

 “مهمّة رقم 3 : التعليق على نص “مات أبي

.لزميلتي نور كنانة في تجربة الانعطافة المفاجئة

التعليق في أسفل الصفحة بعد النص المرفق

كان الطريق طويلا، طويلا وكأن لا نهاية له. الردهة مظلمة وبالكاد استطعت لفظ أنفاسي. لم أستطع أن أخطو خطوة واحدة الا وبرأسي ألف سؤال يراودني..” ماذا لو؟ لو رحل حقا؟ ماذا لو رحل دون أن اودعه، دون ان اعانقه؟” كل الاجابات كانت غير منطقية بالنسبة لي.

أنا اعرفه جيدا، لا يتركني وحيدة فكيف له أن يرحل الان؟ كم تشبثت بيده عندما كنت ضعيفة وكانت يده تمسك بي بقوة، لن يرحل الان وانا اشد ضعفا مما كنت عليه، انا اعرفه جيدا، لن يرحل.

“سحقا لهذه الردهة ألن تنتهي؟ ام سأنتهي انا قبل ان تنتهي.” سألت نفسي.

كنت اريد ان اراه قبل ان يغادر، لا لن يغادر!! هو لطيف راقصني بالأمس وقبّل جبيني ألفا، وعدني بالخلود بجانبه وشعرت بالأمان معه. لازلت كفي تشعر بملمسه ولازال قلبي -الذي اخذ يبرد رويدا رويدا- يشعر ببعض من دفئه. هو لا، لن يغادر قبل قدومي، أنا أعرفه جيدا.

بت أقترب من غرفته…

بآخر الردهة…

تلك الردهة اللعينة…

كان ممدا، لا حراك، ضاحكًا. دودت نحو صدره كما كنت أفعل كل ليله، كنت أقترب لأرى صعود ونزول صدره لأتأكد من أنه حيًا. ولكن صدره هذه المرة كان هامدا. وعيناه مغمضتان. دودت وأمسكت يده، يده الدافئة قد غزاها البرد أخذت أحرك كلتا كفتاي علي أدفئ يده. عبثا، فقد كان البرد قد تمكن من جسده بالكامل.

فكرت بألف فكرة، اختلطت علي المشاعر. إعتدت أن أنادي اسمه كلما أصابني مكروه، إعتدت أن اناديه كلما سقطت او ضعفت، إعتدت أن امسك يده بضعفي بتشبث بها و يعطني قوة . و لكني فور أن رأيته هامدا، أمسكت يده و ناديت

“أبي، إني متألمة…قلبي ينزف و يدك القوية ما عادت هنا . قم أيها الراقد، إني الضعيفة و أنت القوي . قم يا أبت، الحياة قاسية و أنت ملجأي . يا والدي، أنت الدفيء وقلوب العباد من حولنا باردة. يا أبت إنهض… لم اعتد ان آتيك ضعيفة منهكة ولا تحتويني بقوتك و دفئك. يا أبي، لقد وعدتني ..فكيف لوفي مثلك أن يخون الوعد.”

لا حياة لمن ناديت، لقد رحل قبل ان اودعه..

قبل قدومي ،قبل انا احضنه للمرة الاخيرة و أقول له…

أنا أحبك أبي.

نص صادق مؤثر جدًّا وصلتني فكرته ولامست مشاعري، كتبت زميلتي عن موت والدها وهذا الأمر ليس سهلًا، ذكرت أحداث قبل وفاته مع وصف رائع دقيق جعلني أشاهد خيال الأحداث، صوّرت لي مشاعرها مع كل حدث وهذا التوظيف بالنسبة لي أمر رائع للقارئ فيشعر القارئ كأنّه شريك بالنّص يتفاعل معه ويفهمه بدقة…

لغة النّص واضحة وبسيطة يوجد أخطاء إملائية مثل عدم وضع همزات القطع وتنوين الفتح عند الحاجة وكتبت همزة قطع في كلمة “اعتدت” لكن يجب أن تكون همزة وصل لأنّه فعل خماسي (اعتاد)…

أمّا بالنّسبة للانعطاف نفسه حبّذا أن يكون أقصر ومفاجئ أكثر مثل أن يبدأ النص بصفات وخصال الوالد والأحداث السعيدة معه ويكون الموت هو الانعطافة للنّص عندها تكون انعطافة مؤثرة جدًّا   وتفاجئ القارئ ويجب أن يكون دون هذا العنوان “مات أبي” لأن هذا كسر الانعطافة في النص وجعلها متوقعة منذ البداية..

 مهمّة رقم 4 : بورتفوليو الكتابة الإبداعيّة 

تجربة الانعطافة المفاجئة

كلما ذهبتُ إلى بيتها تُمطرُني بالقُبُلات كان النورُ يَشعُّ من وجهها حينما أنظر إليها، وكنتُ شَغوفةً بها، ومُشفقةً عليها، كان هناك سرٌّ عميق من الحب محفورٌ في أعماق نفسي وقلبي تجاهها! كبُرت الآن وابتعدتُ عنها لكنها قريبةٌ إليّ أكثر مما تتصورون!

تذكّرُني بطفولتي الّتي انكتبت على ناصيةِ الحياة كقطار القدر الّذي يتمختر على سكة الحياة دون سلسلة.. منذ البارحة وأنا عالقة عند صدى ضحكاتها الّتي باتت صدًى خافتًا في أذني، عند حديثها عن الدين والدنيا، طفولتها وشبابها وقصصها الّتي لا تنتهي… كانت الحياة دافئة وجميلة برفقتها… حتّى نظرتُ إلى الأعلى وأقفلت جميع الذّكريات والأصوات الّتي توحي بها..

تجرأ أبناؤها وأغلقوا عليها باب دار العجزة!

أُغلِق الباب يا جدّتي، لكن لم تُغلَق قلوبنا، حُبّك فينا عامر…

  فعاليّة الكتابة الإبداعيّة

09/01/2022

رسالة إلى ليليان ذات العشرة أعوام.

اكتب إليك رسالة أتمنّى أن تصل إلى قلبك وتفهميها وتدركي جلّ معانيها.

لا زلت في مقتبل الصّبا والشّباب تخطين أول خطواتك في صناعة مستقبلك، فكوني واعية بما يقوي عزيمتك وإرادتك، وتجنّبي كل ما يوهن قوتك أو يشتّت انتباهك وتفكيرك عن تحقيق أهدافك، إياك ورفاق السوء وتضييع الوقت واستعجال الحب والاستباق إليه، دعيه لوقته، واتركيه حتى يطرق بابك وهو في أكمل وأفضل صورة.

نصيحتي لك متعلقة بمستقبلك ورحلة دراستك وصناعة ملامح غدك… أوصيك أن تعطي وقتك ومجهودك وكل قناعاتك وثقتك لحلمك، لا تنظري وراءك ولا حولك، اجعلي ناظريك متجهين إلى حيث يكون حلمك، إلى النجاح الباهر في دراستك إلى انتزاع مكانتك بين المتميزين والناجحين والمتفوقين، اتعبي واجتهدي اليوم لتصبحي حرّة في الغد، ولتصبح لديك صلاحيات اتخاذ القرار ولك حق الاختيار في كل ما يتعلق بك، لا تركني للكسل واللهو فتفقدي أروع ما ينتظرك.

لا تبخلي بأن تهبي روح الأمل إلى كل من يستحق ذلك في حياتك سواء كان والداك، صديقاتك، اخوتك الصّغار…

كوني فخورة بنفسك كونك تستحقين ذلك.

أرسل لك النّور والحب والسّلام من المستقبل

ليليان

طريق الأزهار

من تجربة الكتابة التّأمليّة

عندما كنت طالبة في الثانويّة كنت أذهب للمدرسة كل يوم وأنتظر حصّة اللّغة العربيّة بكل شوق وشغف، تبدأ الحصّة أجلس مصغية للمعلّمة وأدوّن جميع الكلمات والملاحظات… وعندما أحل مهمّةً أو وظيفةً بيتيّةً لحصّة القواعد أشعر بشيء من الإبداع يخرج مني، أشعر بالفخر عندما تختارني المعلّمة في مساعدة زملائي وزميلاتي في حل المهام فكنت الأسرع في الحل والأكثر حماسةً.

في قلبي عشق للغتي العربيّة وفنونها! أنظر لها كمهارة أو هواية، فكيف لا أحبّها وهي مَن أنطق بها وأعبر بواسطتها عن نفسي، عائلتي، حلمي، حبّي، هويّتي… في داخلي نبض ينطق ويقول: “علينا إتقانها والحفاظ عليها!”. لن أنسى كلمة معلمتي الّتي دائمًا كانت تردّدها: ” سأراك في المستقبل معلّمة لغة عربيّة ممتازة، وأفتخر”… هذه الكلمات زرعت بي حلمًا كبيرًا وحقيقيًّا، وفي كل مرة تردّد هذه الكلمات تكبر اللّهفة أكثر وصرت أتحدّث للجميع عن هذا الحلم ووضعت أمامي الطريق.

واجهت الكثير من الأشخاص الّتي حاولت أن تعرقل الطريق “عمل المعلم أمر صعب”، “يجب أن تكوني حازمة أكثر كي يلائمك هذا العمل”، “لن تعملي في هذه المهنة”… والكثير من الحواجز. حزنت وغضبت ذهبت أدرس الهندسة المعمارية لكن قلبي فيه لهفة لحلمي وليس للهندسة ولا لكلية “براودة” التي كنت أراها كسجن عند وصولي لبوابتها… أذهب كل يوم وأواظب في العمل والتفكير والبناء لكن أشعر بالحزن حالتي النفسية كانت مستاءة جدًا، غير أنّ كل يوم أواجه العنصريّة الّتي كانت تقوم ضد كل طالب عربي هناك.

حتّى أتت نهاية العام الدّراسيّ في الكليّة، أذكر هذا اليوم جيّدًا! عندما عدت إلى البيت وألقيت الحقيبة على الأرض… أردت أن أبكي كثيرًا وشعرت بصخرة كبيرة فوق صدري. عندها قررت أن أترك كل شيء في التعليم وأنسى ما مضى فقد مرّت سنة كاملة بكل صعوبتها!

جلست مع عائلتي واتّخذنا القرار، دعموني كثيرًا وفي الحال اتصل والدي في كليّة سخنين وتسجّلت فيها طالبة لغة عربيّة. ومن هنا انطلق الحلم وبدأت بالعمل والمثابرة، أذهب بسرور إلى الكليّة وأدرس وأعمل بجد.

أصبحت أتحدّث عن قصة حلمي وطريقي المميّز للجميع وأواجه من يحاول أن يغرس الفشل أو القلق فيه.. وها أنا الآن أمشي في الطريق المزيّن بالأزهار الملوّنة بالأمل فسيرافقني مدى الحياة وتعهدت أن أروي قصّته لجميع طلابي ليزرع بهم أملًا جديدًا وحُبًّا للغتهم النفيسة الراقية وغدًا سنصنع الإبداع.

مهمّة “تجربة الحرف”حسب إدوارد الخرّاط

إنّكَ فِردَوس فؤادي

فَجْري، فَضائي وَفَلَكي

فِتنَتي وَفُرقاني

فَرَجي وَافتِخاري

فِقْهي وَفَرْضي

فَرحَتي، فِدائي وَفُرصَتي

وَأنا الفائِزة الفَريحَة الفادِيّة الوَفيّة

فَناركَ فُراتك وَفِلّتك الأبديّة

فَقِف نَقطِفُ فاكِهَةَ حُبِّنا الفِضّيّة

وَنُرفرِفُ كالفراشات في مناف عالمٍ فيروزي.

“مهمّة الكتابة الإبداعيّة الأخيرة – “جرّبي أن تحبّي، جرّبي أن تكرهي

الصّمت ليس ضعفًا بل أسلوبًا راقيًا لا يتقنه أغلب البشر، فعندما تعجزُ كلماتي عن وصف إحساسي، يُصبح صمتي أصدق تعبير عمّا بداخلي، وعندما تبدأ الكلمات بالتّساقط، يأتي دور الصّمت ليُعبر عن معانٍ عجزت حُروفي عنها.

أول انطباع يأخذه عنّي النّاس هو الهدوء والصّمت… بالفعل أنا أعشق الهدوء في شتّى الظروف: وقت النوم واليقظة، عند الخيال والقراءة والكتابة، عندما استمع للموسيقى، عندما اتأمل السّماء والطّبيعة…. يأخذني صمتي والهدوء من حولي إلى عالَم آخر غني بالسّحر والعُمق. الصمتُ هو كلامٌ في ذاته، كلامٌ تهمسُ به النّفس بلا صوت ولا حركة، ومن يستخفّ بالصّمت أقول له “الصّمت لُغتي، فاعذروني لقلة كلامي، فرُبما ما يدور حولي لا يستحقُ الكلام”.

أمّا عن التفكير المتّزن المبدع هو السّمة السّائدة في شخصيّتنا (الهادئين)، فنحن نملك عقلًا مرتّبًا ومنظّمًا ولدينا شخصيّة متّزنة ومتوازنة إلى حدٍّ كبيرٍ، فإنّ الشّخصيَة الهادئة لديها القدرة على أن تصل بتفكيرها إلى نتائجٍ وحلولٍ إبداعية ورائعة.

وفي هذا المزيج بين لمحة الغموض والهدوء والطّيبة التي نتمتّع بها يجعل منّا شخصيّة متميّزة في هذا العالم السّريع الصّاخب، وعلى الرّغم من أن الهادئ ليس شخصيّة اجتماعيّة، لكنه الشخصيّة الّتي أجمع الناس على حبّها، فهو من يملك الهدوء في واقع شديد الصّخب والضّوضاء… “الصّمت لغة العظماء”.

رغم ذلك أحيانًا صمتي يجذب لي المتاعب، يجعلني أكرهه في وقت الأزمات النفسيّة، فتكون الآلام هائجة داخل الروح تريد أن تعبّر عن نفسها بالكلمات حتّى لا تحطّم جدار النّفس بصداها، وعندما تثور الأفكار داخل عقلنا تتشابك وتتخبط وتتنافس ويظل حديثنا مع النفس مستمرًا، فنكون في أشدّ الأوقات احتياجًا للكلام، حتى لا يتمزّق رأسنا بهذا الضّجيج الداخلي، وفي بعض الأوقات يسيطر التّردّد على اتخاذ القرار وهذا ناتج عن التّفكير المبالَغ فيه الذي ننتهجه.

فعندها نخرج عن الصّمت ونعبّر عن آلامنا ونزيل عنها الغطاء والكتمان..