القناعة كنز لا يفنى

في حجرة صغيرة فوق سطح احد المنازل عاشت الارملة الفقيرة مع طفلها الصغير حياة متواضعة في ظروف صعبة الا ان هذه الاسرة الصغيرة تتميز بنعمة الرضا وتملك القناة التي هي كنز لا يفنى,لكن اكثر ما كان يزعج الام هو صقوت الامطار في فصل الشتاء فالبيت عبارة عن اربع جدران وبه باب خشبي الا انه لا يوجد له سقف وكان قد مر على الطفل اربع سنوات منذ ولادته ولم تتعرض المدينة خلالها الا لزخات قليلة من المطر منذ ولادته,الا انه ذات يوم تجمعت الغيوم وامتلات السماء بالسحاب الداكنة ومع ساعات الليل الاولى هطل المطر بغزارة على المدينة كلها فاحتمى الجميع في منازلهم,الا الارملة والطفل فكان عليهم مواجهة موقف عصيب,ونظر الطفل لامه نظرة حائرة واندس في احضانها لكن الام كانت غارقة في البلل,اسرعت الام الى باب الغرفة فخلعته واسندته مائلا على احد جدران البيت وخبات طفلها تحت الباب ونظر الطفل الى امه نظرة بريئة وقد علت على وجهه ابتسامة الرضا وقال لامه:ماذا يا ترى يفعل الناس الفقراء الذين لا يوجد عندهم باب حين يسقط عليهم المطر؟ لقد احس الطفل الصغير في تلك اللحظة انه ينتمي الى طبقة الاثرياء ففي بيتهم باب…. ما اجمل الرضا بالحال وبالقضاء والقدر,انه مصدر السعادة وهدوء البال والوقاية من امراض التمرد والحقد والحسد 

أظهرت دراسة جديدة نشرتها صحيفة “ديلي اكسبريس” أن القناعة هي المفتاح إلى حياة طويلة وسعيدة. ووجدت الدراسة أن الناس القانعين بحياتهم هم أقل احتمالاً للإصابة بأمراض القلب، والناس الأكثر سعادة يحمون أنفسهم أكثر من الأمراض المهلكة.

وأضافت الدراسة التي أجرتها جامعة بريطانية إن القناعة في مجالات معينة من الحياة، وخاصة الوظيفة والأسرة والحياة الجنسية، هي أصول صحية إيجابية.

القناعة في الإسلام هي الرضى بما قسم الله، ولو كان قليلا، وهي عدم التطلع إلى ما في أيدي الآخرين وهي علامة على صدق الإيمان.يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (قد أفلح من أسلم، ورُزق كفافًا، وقَنَّعه الله بما آتاه)

والقناعة كنز لا ينفد وقد أخبرنا الرسول أنه أفضل الغنى، فقال: (ليس الغِنَى عن كثرة العَرَض، ولكن الغنى غنى النفس) (. فالمسلم عندما يشعر بالقناعة والرضا بما قسمه الله له يكون غنيا عن الناس، عزيزًا بينهم، لا يذل لأحد منهم.

أما طمع المرء، ورغبته في الزيادة يجعله ذليلاً إلى الناس، فاقدًا لعزته. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وارْضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس) .

والقناعة تجعل صاحبها حرًّا فلا يتسلط عليه الآخرون، أما الطمع فيجعل صاحبه عبدًا للآخرين.

وكثير من السلف الصالح وعظوا الناس بالتزام القناعة منهم الحسن البصري الذي قال قولته المشهورة: “من أراد مؤنسا فالله يكفيه ومن أراد الغنى فالقناعة تكفيه ومن أراد واعظا فالموت يكفيه ومن لم يكفه شيء من هذا فالنار تكفيه”.

                   والان سوف اقدم لكم فيديو عن القناعة